للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ارتيادها وكشف مجاهلها. والمظنون أن المعلومات التي تجمعها البعثة قد تفيد فائدة عظيمة في تسهيل إنشاء المواصلات الجوية بين روسيا وأمريكا عن طريق القطب الشمالي؛ بيد أن غاية موسكو الجوهرية من تجهيز هذه البعثات هو على ما يظهر تمهيد الوسائل اللازمة لاستعمار الأنحاء القطبية بصورة عملية، والعمل على استثمار ثروتها الدفينة بتذليل العقبات الجوية والإقليمية؛ وقد بذل العلماء الروس في العهد الأخير في هذا السبيل جهوداً تدعو إلى الإعجاب

المبرد أخيراً

أحب أن أقول (لأحد القراء) الكرام: أن المسألة ليست مسألة روايات، ولكن الأمر في التمييز بينها، والوقوف على مرماها في إفادة المطلوب، وهذا الضبط الذي ذكره ابن خلكان إنما جاء على ما هو شائع في ألسنة الناس، وهذه الرواية المذكورة عن برد الخيار مقصود بها إلى النكتة والفكاهة؛ وما ذكره ابن عبد ربه قائم على الحدس والحسبان لأنه يقول: فما أحسبه. . . الخ، ورواية ابن الخطيب في تاريخ بغداد إنما جاءت في مقام الزراية على الرجل.

ولقد قلت للأديب الفاضل من قبل إن المبرد بالفتح خطأ شائع في ألسنة الناس حتى في الألسنة المثقفة وأصل اللقب في وضعه كان بالكسر ثم فتحه الكوفيون؛ قد يكون استهزاء بالرجل أو قد يكون لأنه كتب كتاب الروضة بارداً كما روى ابن عبد ربه وابن الخطيب؛ وعلى كل حال فليس من المروءة أن نمسك على الرجل هذا النبز، وليس من الصواب أن ننصرف عن الخير إلى الشر. ولقد كان يكفيني ويكفي الأديب الفاضل قول الرجل نفسه: برد الله من بردني، فإن لرجل أدرى بحقيقة لقبه من أي كاتب آخر.

هذا ولا يحتج علينا الأستاذ بقرب عصر ابن عبد ربه وابن الخطيب لأن ما رواه ياقوت هو عن المازني، والمازني معاصر للمبرد وألصق به، كما أن ياقوت هو سيد الكتاب وعمدتهم في تحقيق الأعلام، وليس ثمة من يجاريه في هذه الحلبة، والله نسأل أن يوفقنا للصواب، وأرجو أن يكون في هذه ما يقنع الأستاذ

محمد فهمي عبد اللطيف

<<  <  ج:
ص:  >  >>