(١٤) ومن أمثلة العبارات التي يحار القارئ في فهم معناها لغموضها أو ضعف أسلوبها قوله عن وزارة نوبار باشا (ونظاره يحكمون تحت سيطرة الإلغاء من ولسن وبلنيير)
وقوله عن مقتل إسماعيل صديق باشا (فالذين يجهلون مصر كذبوا الخبر بحملته والذين يعرفونها صدقوه ورأوا فيه خاتمة غير فجائية ولا فاجعة لما بد مهزلة وانتهى إلى مأساة) وإذا فرضنا أن بد الواردة في آخر الجملة غلطة مطبعية صوابها بدأ فإن الجملة بعد هذا التصحيح تظل غامضة
(١٥) ومن الجمل التي تغير معناها لخطأ في ترجمة إحدى كلماتها قول الأستاذ صروف عن تقرير لجنة التصفية (وقد وضع نصفه الأول لورد كرومر) مع أن المؤلف يقول (وقد وضع صورته الأولى أو مسودته لورد كرومر)
وقوله (ولقد حان الوقت حقاً لحل مجلس النواب القديم) يريد مجلس النظار
(١٥) ومن أمثلة الأسلوب الضعيف قول الأستاذ صروف في وصف سفر الخديو إسماعيل باشا على ظهر المحروسة (فكل) مفكر راقب المحروسة تبحر من مرفأ الإسكندرية بعد ظهر ذلك اليوم في الصيف تنهد بطبيعة الحال أمام مشهد بارز في أفق العالم للفرص الذهبية تسنح وتلمع ثم تضيع)
فهل هذا وصف يمثل لخيال القارئ صورة ذلك المشهد الرهيب؟
(١٦) ومن الأشياء التي لا نستطيع أن نفهم لها سبباً حرص الأستاذ صروف حرصاً شديداً على أن يترجم كلمة دائماً أو في معظم الأحيان بكلمة مجلس نظر حتى ولو أدى ذلك إلى غموض المعنى وضعف الأسلوب فيقول مثلاً:
فقد مجلس النظار ثقة البلاد بدل أن يقول فقدت الوزارة ثقة البلاد ويقول، فقرر مجلس نوبار (يريد قررت وزارة نوبار) دفع جانب من المتأخرات ويقول فتألف مجلس نظار مصري (يريد وزارة مصرية) ويقول وعندما ألف نوبار مجلس نظاره ويقول انتدب نوبار لتأليف مجلس النظار، وكتب الخديو إلى نوبار يفوض إليه تأليف مجلس نظار وهكذا
وربما كان السبب أن الأستاذ صروف يظن أن كلمة وزارة لم تكن تستعمل في ذلك الوقت والحقيقة أنها كانت مستعملة وقد استعملها الأستاذ صروف في بعض المواضع