وبعد فأظننا بهذا قد أعطينا القراء فكرة عن ترجمة الأستاذ صروف لكتاب إسماعيل المفترى عليه، ولم يبق إلا أن نقول إن أسلوب الكتاب كله وبخاصة أسلوب فصوله الأخيرة معقد مفكك ملتوي العبارات تحس وأنت تقرأه إنك تقرأ عبارات مترجمة لا رابطة تجمعها. ويستطيع القارئ أن يلمس ذلك بيده في هذه الفصول
ولا ندري لماذا أغفل الأستاذ صروف دليل الكتاب أو فهرس الأعلام الذي عني به المؤلف فذكر الاسم والصفحات التي ورد فيها. أغفله الأستاذ ووضع بدله دليلاً ناقصاً من عنده لم يذكر فيه الصفحات، مع أن الدليل جزء لا غنى عنه في كل الكتب الحديثة لأنه يسهل على القارئ البحث والمراجعة
ونحب قبل أن نختم هذا النقد أن نعتذر إلى القراء وإلى الأستاذ صروف عن عبارة ذكرناها في المقال السادس على أنها غامضة المعنى تلك هي جملة (يخفي ضوءه تحت مكيال) وهي في الحقيقة غامضة إلا لمن درس الكتاب المقدس دراسة وافية وكان على الأستاذ أن يشير إلى مصدرها
ثم نورد هذه الفقرة من خاتمة الكتاب التي كتبها الأستاذ صروف من عنده وهي:
(ولقد توخينا في الترجمة أن تجمع بين سلامة الأسلوب العربي والدقة في متابعة الأصل الإنجليزي. ولما كانت القواعد التي وضعها مجمع اللغة العربية الملكي لتعريب أسماء الأعلام الأجنبية لم تظهر بعد فقد عربتها كما تعرب عادة في مصر. وإذا وجد القارئ اسم غوردون بالغين على الأكثر وبالجيم على الأقل، أو لفظ الخديو بغير الياء على الأكثر وبالياء على الأقل، ولفظ الأمريكي بتقديم الياء على الكاف على الأكثر وبتقديم الياء على الراء على الأقل، فما ذلك إلا من هنات الطبع. . . الخ
هذا كل ما يعتذر عنه الأستاذ. أما تحريف الأسماء وحذف الجمل وقلب المعنى وغموض العبارة وعدم سلامة الأسلوب فلا اعتذار عنه، بل ليقبله القراء وأنوفهم راغمة
إن في استطاعتنا أن نملأ بأغلاط الكتاب صفحات بل أعداداً من مجلة الرسالة لأن ما تتبعناه من فصوله هو الستة فصول الأولى وبعض أغلاط من فصوله التالية. لكننا آثرنا أن نترك الباقي لمن هو أقل منا عملاً أو أوسع منا وقتاً. على أننا قد نعود إلى الكتاب مرة أخرى إذا أمكنتنا الظروف