شرط سوى أن ترتدي معي طفلة لنلعب معاً. . . ونكبر معاً. . . ونعوض على العموم ما فاتنا - ما فاتني أنا على الأصح - ليس عليك إلا أن تأمري فإذا الذي تشائين كائن - ولكن من المجانين الذين يحبون أن يعلموا لماذا يصنعون ما يصنعون)
قالت:(لا أدري سوى إن كل الناس هنا ردوا عقارب الساعات وأرجعوها ساعة. . . حساب الوقت بعد هذا الخط يتقدم ساعة)
قلت:(تعنين يتأخر)
قالت:(كلا. . . بل يتقدم) قلت: (لن نحل هذا الأشكال قط فيحسن أن نتركه. . . ولننتقل إلى سواه فهل تعنين إننا كنا سائرين إلى الوراء؟. كنا نرتد في الزمن؟)
قالت:(لا أدري. . . هكذا يقولون. . . فأصلح الساعة وتعال إلى فوق فإن الجو جميل)
قلت:(أفهميني أولاً كيف كنا نرجع القهقرى في الزمن)
فلم تستطع أن تفهمني - ولها العذر، وكيف بالله تستطيع أن تفهم إنك تمشي إلى الوراء وأنت تمشي إلى الأمام؟ - وأصررت أنا على ترك ساعتي كما هي، وقلت لها:(إنك ولا مؤاخذة مثل مدرس الجغرافيا الإنجليزي في المدرسة الخديوية)
قالت:(ماله؟)
قلت:(كان يقول لنا، لنفرض أنكم في استراليا - ولا أدري لماذا اختار استراليا ولكن هكذا كان يقول - وإني أنا - يعني نفسه - في لندن. . . فماذا يحدث؟. . . فلا نعرف ماذا يمكن أن يحدث، فيقول. . . اسمعوا في يوم من الأيام، وليكن الجمعة، فأعترض وأقول: إن يوم الجمعة فيه ساعة منحوسة، فيقول: حسن، إذن ليكن اليوم يوم الأحد وليكن الوقت الصباح. . . ولنفرض أيضا أن المخاطبات التليفونية ممكنة بين استراليا ولندن فيدق لي أحدكم التليفون ويقول صباح الخير. . . مفهوم؟. . . فنقول جداً: فيسألنا ماذا ينبغي أن أقول أنا في رد التحية التي وجهها إلي من باستراليا؟ فنقول له تقول صباح الخير، أو عموا صباحاً يا أولاد كما تقول لنا هنا، فيقول كلا!. . . في هذا تخطئون لأننا في لندن نكون في ذلك الوقت في مساء السبت بينما تكونون انتم في استراليا في صباح الأحد، فأنا أرد على تحيته بقولي له (عم مساء) فتقولون لي مستغربين كيف هذا؟. . . إننا مازلنا في الصباح، فأقول إن الوقت الآن في لندن الثامنة مساء، وقد تناولت عشائي منذ لحظة