عدد أولئك الآلهة يصل أحياناً إلى ثلاثين أو ثلاثة وثلاثين إلهاً متساوين حيناً، ولهم رئيس أعلى حيناً آخر، ولكن هذا الرئيس لم يكن هو خالق الأكوان، لا لأن هؤلاء القوم كانوا دهريين أو طبيعيين، بل لأن سذاجتهم كانت قد بلغت حداً حال بينهم وبين الرجوع بعقولهم إلى بدء الخلق، فاقتصروا على التفكير فيما هو بين أيديهم فحسب ولم يتعدوه إلا إلى ماض قريب فرضوا فيه وجود عالم أحط منهم مرتبة وأقل مدنية. وبناء على هذا كان عمل الإله أو الآلهة عندهم مقصوراً على التصرف في الموجود ولا يتناول الإيجاد بأي حال.
وكانوا يعتقدون أن هناك عالماً آخر وراء هذا العالم يدعى (عالم الأموات) وأن ملك هذا العالم هو أول ملك من أجدادهم وهو: (ياما) بن (فيفاسفان) كما كانوا يعتقدون أن الخيرين الذين يموتون وهم حائزون رضى الآلهة لا تكاد أرواحهم تغادر أجسامهم حتى يمنحهم أولئك الآلهة معرفة الغيب والقدرة على التصرف في الكون وعلى تدبير الأقدار خيرها وشرها.