ما لقيه الكتاب من رواج، وتقدير الأدباء والمتأدبين لقيمته العلمية والأدبية، قد حدا ببعض المرتزقة من تجار الكتب أن يعيدوا طبعه من غير إذن ناشره، فكان على عملهم طابع السرقة ودليلها، فجاء مطبوعهم مغلوطاً ناقصاً مشوهاً يسيء إلى الكتاب وقارئه أكثر مما يسيء إلى ناشره.
ولكن هذه الطبعة الجديدة بضبطها وتحقيقها والعناية بها قد أنستنا هذه السيئة التي أقدم عليها طابعه المغتصب، وردت إلى الكتاب قيمته العلمية الجليلة.
س
شرح الإيضاح
تأليف الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي
أتمت المطبعة المحمودية التجارية بالأزهر بمصر طبع الجزء الرابع من شرح الإيضاح في علوم البلاغة للأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي، فتم به شرح كتاب الإيضاح للخطيب القزويني، وهو الكتاب الذي جمع فيه بين طريقة الإمام عبد القاهر الجرجاني، وطريقة الشيخ أبي يعقوب السكاكي، بعد أن هذب الطريقتين، وأبدع في ترتيب مسائل علوم البلاغة، فاستقام له بهذا طريقة ثالثة يلغ من حسنها أنها لا تزال قدوة المؤلفين في علوم البلاغة إلى يومنا هذا.
وقد شرح الأستاذ الشيخ عبد المتعال الصعيدي في هذا الجزء علم البديع من كتاب الإيضاح، وسار فيه على طريقته في الأجزاء الثلاثة قبله؛ لا يعني إلا بشرح ما بهم من المسائل التي تكون من صميم هذه العلوم. فإذا فرغ من شرح المسألة عنى بشرح شواهدها وتكميلها وإيراد شواهد أخرى لها، وضرب بما سوى هذا عرض الحائط، وهو مما لا تزال المعاهد الدينية تشبث به، وترى أنه الميزة التي يمتاز بها الأزهري على غيره. ونرى نحن أن إصلاح العلوم في الأزهر لا يتم إلا بالقضاء على هذا الأسلوب الذي يبعدها عن تحقيق ثمراتها، وتلتوي به مسائلها على المعلم والطالب حتى ينتهي منها على مثل ما بدأ به فيها، وحتى لو شاء الاثنان أن يقضيا سنة في مسألة على هذا الأسلوب لقضياها في تحقيقها، وقد تضيق بهما عن غايتهما، ومن غريب أمر هذا الأسلوب أنك تتعب في تذليله ما تتعب حتى