والتلاميذ الذين يفرحون اليوم بتسلم الجوائز خليقون أن ينسوا إساءتنا إليهم أيام الدرس، فقد أسرفنا في إثقالهم بالواجبات وعاقبناهم أحياناً على هفوات صغيرة لا تستحق العقاب، إنهم خليقون أن ينسوا عنفنا وقسوتنا في معاملتهم فقد كنا على يقين من أن الأبوة تبيحنا حق التحكم فيهم، وتفرض علينا أن نلقاهم بوجوه تمثل الحزم وقلوب تضمر العطف والوداد
إنما نمنحكم الجوائز أيها الأبناء النجباء لتنسوا هموم الدرس فماذا تصنعون أنتم لمكافأة أساتذتكم؟ إن لنا في ذمتكم جائزة واحدة فتفضلوا بها علينا
أو تدرون ما هي تلك الجائزة؟ هي أن تكونوا أبطالاً يرفعون الوطن ويخدمون الإنسانية
لقد منحناكم خير ما نملك، فامنحوا الوطن والإنسانية خير ما تملكون
أيها الأبناء النجباء
لقد شقينا لتسعدوا، فليس من الكثير أن نطلب منكم أن تشقوا ليسعد الوطن وتسعد الإنسانية
تذكروا يا أبناءنا الأعزاء أن الشقاء في سبيل الخير هو السعادة الغالية التي ينشدها أرباب القلوب