مدح ابن نباتة الكبير فخر الدولة وزير بهاء الدولة ابن عضد الدولة بقصيدة قال فيها:
لكل فتى قرين حين يسمو ... وفخر الملك ليس له قرين
أنخ بجنابه واحكم عليه=بما أملته وأنا الضمين
فامتدح بعض الشعراء فخر الدولة بعد هذه القصيدة، فأجازه بجائزة لم يرضها، فجاء الشاعر إلى ابن نباتة وقال له:
أنت غررتني، وأنا ما مدحته إلا ثقة بضمانك فتعطيني ما يليق بمثل قصيدي، فأعطاه من عنده شيئاً رضي به، فبلغ ذلك فخر الدولة، فسير لابن نباتة جملة مستكثرة لهذا السبب.
١٠١ - أحسنت والله! هذا أحسن
قال ابن الخطيب البغدادي: كان بين أبوي العباس (ثعلب والمبرَّد) منافرات كثيرة، والناس مختلفون في تفضيل كل واحد منهما على صاحبه. وقال محمد بن خلف: كان بين المبرَّد وثعلب من المنافرة ما لا خفاء به، ولكن أهل التحصيل يفضلون المبرَّد على ثعلب
قال عبيد الله بن عبد الله بن طاهر: حضرت مجلس أخي محمد بن عبد الله بن طاهر، وحضره أبو العباس ثعلب وأبو العباس المبرَّد النحويان. فقال لي أخي محمد: قد حضر هذان الشيخان وأنا أحب أن أعرف أيهما أعلم، فاجلس في الدار الفلانية، ويحضر هذان الشيخان حضرتك ويتناظران ففعلت ما أمر، وحضرا فتناظرا في شيء من علم النحو مما أعرفه، فكنت أشاركهما فيه، إلى أن دققا فلم أفهم، ثم عدت بعد انقضاء المجلس، فسألني فقلت: إنهما تكلما فيما أعرف فشاركتهما في معرفتي، ثم دققا فلم أعرف ما قالا. ولا والله يا سيدي، ما يعرف أعلمهما إلا من هو أعلم منهما، ولست ذاك الرجل. فقال أخي: أحسنت والله! هذا أحسن