في (النجوم الزاهرة) لابن تغري بردي:
في سنة (٤٤٢) كان من العجائب أنه وقع الصلح بين أهل السنة والشيعة، وصارت كلمتهم واحدة، وسبب ذلك أن أبا محمد النسوي ولي شرطة بغداد، وكان فاتكا، فاتفقوا على أنه متى رحل إليهم قتلوه؛ واجتمعوا وتحالفوا، وأذن بباب البصرة بـ (حي على خير العمل) وقرئ في الكوخ فضائل الصحابة، ومضى أهل السنة والشيعة إلى مقابر قريش فعد ذلك من العجائب، فان الفتنة كانت قائمة، والدماء تسكب، والملوك والخلفاء يعجزون عن ردهم، حتى ولي هذا الشرطة
٩٨ - تغير شعره ورق طبعه
قال السمعاني: لما ورد علي بن حسن الباخرزي بغداد مدح (القائم بأمر الله) بقصيدته التي صدر ديوانه وهي:
عشنا إلى أن رأينا في الهوى عجبا ... كل الشهور وفي الأمثال: عش رجبا
أليس من عجب إني ضحى احتملوا ... أوقدت من ماء دمعي في الحشا لهبا
وإن أجفان عيني أمطرت ورقا ... وان ساحة خدي انبتت ذهبا
وان تلهب برق من جوانبهم ... توقد الشوق في جنبيَّ والتهبا
فاستهجن البغداديون شعره وقالوا: فيه برودة العجم، فانتقل إلى الكوخ وسكنها وخالط فضلاءها وسوقتها ثم أنشأ قصيدته التي أولها:
هبت علي صبا تكاد تقول ... إني إليك من الحبيب رسول
سكري تجشمت لربي لتزورني ... من علتي، وهبوبها تعليل
فاستحسنوها وقالوا: تغير شعره، ورق طبعه
٩٩ - خطباء الطير
قال الثعالبي: خطباء الطير هي الفواخت والقماري والراوشين والعنادل وما أشبهها، وأظن أن أول من اخترع هذا الاستعارة المليحة أبو العلا السروي في قوله:
أما ترى قضب الأشجار لابسة ... حسناً يبيح دم العنقود للحاسي؟
وغردت خطباء الطير ساجعة ... على منابر من ورد ومن آس