أعناقنا هذه الدية المقدسة نحو ذكرى شاعرنا الكبير فرنسوا روبنيول، مجد قريتنا الخالدة سانجان ديفين!. . . بفضل أشعاره الرائعة لم نعد مجهولين بين مواطنينا في أنحاء فرنسا! جميع صحف العاصمة تتحدث عنا وهي تمجد عبقرية فرنسوا روبنيول!. . .
الوكيل - (ينظر في ساعته) الساعة الآن الثانية والنصف وقد تقرر ميعاد الحفلة في الثالثة!. . . حضر وكيل المديرية ولم نعد ننتظر غير حضرة النائب المحترم الذي سيجيء خصيصا من باريس.
العمدة - آه! نعم! حدثني عن حضرة النائب المحترم! تصور يا صديقي أنه لم يكن قد سمع بفرنسوا روبنيول قبل الآن! أما اليوم فهو يشيع في كل مكان أنه أول من اكتشفه!. . .
الوكيل (ضاحكا) لم يفطن أحد إليه ولم يكن بين سكان القرية من يؤمن برسالته!.
العمدة - تخطيء يا صاحبي تخطيء!. . أنا، لم أشك لحطة واحدة في نبوغه!. . نعم، أعرف أنهم كانوا يذيعون عنه (في حياته) أن به مساً من الجنون لقرضه الشعر. . وكان ذلك مدعاة للسخرية منه والهزء به، ولكني الوحيد الذي اكتشف عبقريته الوليدة!
الوكيل - يا لروبنيول المسكين!. من كان يظن أنه سيصبح شهيراً. . بعد موته!. . من كان يتصور أن يقام له تمثال في القرية وأن يطلق أسمه على أهم شوارعها!؟. .
العمدة - في لهجة (خطيرة) انا نتدارك اليوم خطأ فاحشاً!
الوكيل - ونفخر جميعا بشهرته اللامعة!
العمدة (مقتربا من الوكيل يساره) ولو أن الآنسان عندما يتوسم هذا الوجه يصعب عليه أن يميز في سماته كل هذه الكفاءة النادرة!. .
الوكيل - (كمن يلقى حكمة غالية) يا سيدي العمدة لا يعرف قدر عظماء الرجال إلا بعد موتهم!. . (صمت قصير) يخيل الي أني ما زلت أراه سابحا أمامي في خياله. غائصا في لجة أفكاره العميقة كان يتأهب ولا شك لتدوين روائعه الخالدة!. .
العمدة - بينما الناس كانوا يتهمونه بالكسل ويتشككون في رجاحة عقله!. . حتى امرأته التي كانت لا تخفي عنه احتقارها إياه!. .
الوكيل - أما اليوم فقد عادت فخورة بحمل هذا الاسم العظيم!
العمدة - نعم. أصبحت الأرملة الشهيرة التي تشع حواليها هالة المجد!