التمثال - لا. لا داعي للكدر. لن يمنعني ذلك عن حمل وسامين.
(يضحكون ثم يحتاطون بالتمثال مصافحين الخ الخ. .)
التمثال - أشكركم! أشكركم يا أصدقائي الأعزاء! هذا اليوم أجمل أيام حياتي! (يستمرون في الحديث)
المشهد الخامس
المجهول. معلم القرية
(يجيل المجهول الذي ظل مدة من الزمن وحده في جانب من الطريق نظرة فاحصة حواليه فيبصر بمعلم القرية فيبتسم بسمة خبيثة ويتقدم إليه).
المجهول - تنازل واغفر لي فضولي الملح يا سيدي! هل تسمح لي أن ألقي عليك بعض الأسئلة؟ إنها تختص بشاعركم الكبير فرنسوا روبنيول!
معلم القرية - سل ما تشاء.
المجهول - هل كانت لسيدي معرفة شخصية بروبنيول؟
معلم القرية - (يشب بصدره مفاخراً) لقد كنت في المقاطعة أخلص أصدقائه. بل صديقه الوحيد. كان الناس ينكرون عليه نبوغه. وأنا وحدي فهمت تلك الروح الكبيرة الحائرة وعطفت عليها أستمع إلى نجواها السماوية. لذا اختصني المرحوم بشكاواه المرددة، وبهمس قلبه المعذب. إني معلم القرية!
المجهول - وهل تيقنتم من موته؟
معلم القرية - لو لم يمت لعلمنا بوجوده من خمس سنوات مضت على اليوم الذي اختفى فيه فجأة. . بالضبط في أوائل شهور الحرب الكبرى.
المجهول - و. . شكله؟
معلم القرية - كان ذا وجه صبوح. حليق اللحية والشارب. جبين مشرق. عين حالمة. تأمل تمثاله النصفي. إنه هو تماما!.
المجهول - (متأملا التمثال) في الواقع هذا رأس جميل!. وكيف كان يعيش؟
معلم القرية - في أحلامه دائماً. كانت عاداته وطباعه تنم عن بساطة شديدة. وكان أحب شيء إليه أن يرود قمم الجبال وحيداً، ويفكر ويتأمل. أن النفوس الكبيرة لا تجد قوتها إلا