المجهول - هذا حق! (صمت قصير) وكيف تكشفتم عبقريته الدفينة؟
معلم القرية - في ذات يوم كتب أحد كبار نقاد العاصمة بحثاً مستفيضا عن أعمال الشاعر فرنسوا روبنيول الأدبية بمناسبة موته في ميدان القتال. وكان مما كتبه قوله:(لقد نكبت الآداب الفرنسية بخسارة أخرى فادحة) ثم قال بعد ذلك: (إلا أن روبنيول من أولئك النوابغ الذين واتاهم الحظ السعيد فتراهم يحيون بعد موتهم. . أنهم يحيون في أعمالهم الأدبية الخالدة، في شعرهم الذي يجالد القرون المتعاقبة زاهيا وضاء كأول فجر أشرف على الإنسانية. .) هذا البحث الأدبي البديع نقلته جرائد مقاطعتنا عن جرائد العاصمة وعقبت عليه بشتى التقريضات. . وهكذا انتشرت دواوينه الشعرية بيننا وأثارت الكثير من الحماس والإعجاب. . (صمت قصير) كيف أمكننا أن ننكر نبوغ رجل مثل هذا!.
المجهول - (يطرق مفكراً ثم يقول) نعم، أنه لخير عظيم للشاعر أن يموت! (بعد فترة وجيزة) وأرملته؟
معلم القرية - لا تجد إلى التعزية سبيلا!. لن تتوانى عن الحضور. سوف تراها بعد قليل.
المجهول - هل لك أن تقدمني إليها؟
معلم القرية - وهل لك حاجة إليها؟
المجهول - نعم. أود أن أقدم إليها قصيدة من الشعر ألفتها للمناسبة تمجيداً لروبنيول.
معلم القرية - (دهشا) أأنت أيضا شاعر؟
المجهول - (متواضعا) نعم!
معلم القرية - (ضاحكا) حسبتك أحد القرويين.
المجهول - أني قروي أيضا (ضاحكا) الشاعر القروي!
معلم القرية - عجيب وربي! ومع ذلك، لم لا؟. انظر! ها هي الأرملة المجيدة!
المشهد السادس
المذكورون. والأرملة
(تبدو الأرملة العظيمة وقد ارتدت كامل ثياب الحداد، بطيئة الخطوة، مرفوعة الرأس، مهيبة الطلعة، فيحتاط بها الناس ثم تجلس على مقعد كبير. عندئذ يتقدم إليها المجهول