فينحني أمامها انحناءة عميقة ثم يخرج من جيب ردائه ملفاً من الورق)
المجهول - سيدتي! إسمحي لي أن أرفع إلى مقامك السامي احتراماتي. . وهذه الأبيات التي كتبتها إشادة بمجد الشاعر العظيم الذي تحملين أسمه الخالد!
الأرملة - (في عدم اكتراث ظاهر) أكانت لك به علاقة سابقة؟
المجهول - كلا يا سيدتي. . غير أني أحفظ جميع قصائده عن ظهر قلب. . ولا أزال شديد الإعجاب بها.
الأرملة - (متقبلة الورقة التي يقدمها في خشوع) عفواً ماذا تُسمى؟
المجهول - جوزيف. . جوزيف فيليو
صوت - ما أسمج الرجل!. . لقد أطال الحديث!
صوت آخر - يغالي في إستغلال الفرص!
الأرملة - (للمجهول) أتقيم في البلدة؟
المجهول - لا يا سيدتي! مضى زمن طويل على هجرتي منها. . هذا هو السبب الذي جعل الكل ينكرون معرفتي.
(تكونت دائرة من الناس حول المجهول والأرملة)
صوت - ما الذي جاء يفعل هنا، هذا الغريب؟
صوت آخر - تأملوا حذاءه البالي. . تأملوا سترته الممزقة وسرواله المتسخ!. . لا شك أنه شحاذ!. .
صوت آخر - ربما كان لصاً؟
صوت آخر - من الصواب أن يطرد خارج القرية!
معلم القرية - على كل حال لا أراه يزعج أحداً. . وله الحق في أن يعجب بروبنيول كغيره من الناس!
الأرملة - (وقد انشغلت أثناء الحوار الأخير بتلاوة الأشعار)
نعم. . . لا بأس بهذه الأبيات!. . (تقرأ بصوت عال) (لا تحزن فما الموت إلا كلمة جوفاء! عندما توارى في التراب) (وتحجب ظلمة القبر عن عينيك دنيا النور، عندما تشعر) (بجثمانك البارد وقد فارقته حرارة الحياة وبدأت ديدان الأرض تأكله) (فلا تصدق