في (العمدة) لابن رشيق: قيل لأبي السائب المخزومي: أترى أحدا لا يشتهي النسيب؟
فقال: أما ممن يؤمن بالله واليوم الآخر فلا. . .
١٢٨ - لا حكم إلا للملاح
أبو القاسم المرتضى:
بيني وبين عواذلي ... في الحب أطراف الرماح
أنا خارجي في الهوى ... لا حكم إلا للملاح
١٢٩ - ماء الملام، جناح الذل
قال أبو تمام في قصيدة:
لا سقني ماء الملام فإنني ... صب قد استعذبت ماء بكائي
فبعث مخلد الموصلي إليه بقارورة يسأله أن يبعث له فيها قليلا من ماء الملام، فقال لصاحبه: قل له يبعث إلي بريشة من جناح الذل لأستخرج بها من القارورة ما أبعث إليه
قال ابن أبي الحديد: هذا ظلم من أبي تمام لمخلد، وما الأمران سواء لان الطائر إذا أعياه تعب وذل، وخفض جناحه، وكذلك الإنسان إذا استسلم ألقى بيديه ذلا، ويده جناحه، فذاك هو الذي حسن (واخفض لهما جناح الذل) ألا ترى لو أنه قال: واخفض لهما ساق الذل أو بطن لم يكن مستحسنا
١٣٠ - ولع الشعراء ببعض الألفاظ
في (سر الفصاحة) للخفاجي:
قلما يخلو واحد من الشعراء المجيدين أو الكتاب من استعمال ألفاظ يديرها في شعره. وقد كان أبو الحسن مهبار ابن مرزويه ممن غَرِى بلفظ (طين وطينة) فما وجدت له قصيدة تخلو من ذلك إلا اليسير.
وقال أبو الفتح بن جني: لأبي الطيب المتنبي: إنك تكرر في شعرك (ذا وذي) كثيراً، ففكر ساعة ثم قال: إن هذا الشعر لم يعمل كله في وقت واحد. فقلت: صدقت إلا أن المادة واحدة، فأمسك