الفضلاء وتخرج به النبلاء وافتخر بالأخذ عنه الأبناء على الآباء.
وقد رأيت بعد أن ارجع إلى المصدر الذي نقل عنه الأستاذ عنان، فذهبت إلى دار الكتب وطلبت رحلة الشيخ النابلسي (الحقيقة والمجاز في رحلة بلاد الشام ومصر والحجاز) فوجدته قد ذكر في صفحة (٢٠٢) أنه طلع عليه صباح يوم الأحد ٢٨من شهر ربيع الثاني فحضر عنده الإمام العام الهمام الشيخ منصور المنوفي الأزهري الشافعي الضرير شيخ الأزهر ومعه الجماعة والطلبة وكثير من المجاورين بالجامع الأزهر، وحصل بعض أبحاث وفوائد علمية.
ثم ذكر في صفحة (٢٠٤) أنه أصبح صباح يوم الاثنين ٢٩ من شهر ربيع الثاني، فجلس على عادته يستقبل من يأتي إليه من الأصحاب والأخوان، ثم قام من مجلسه إلى مجلس الشيخ زين العابدين بدعوة منه، فرأى عنده صديق فخر العلماء الأعلام الشيخ أحمد المرحومي شيخ الأزهر، ومعه بعض أصحابه الكرام، فجلس يتذاكر معهم في مسائل العلوم ويتطارح الكلام من منطق ومفهوم.
ثم ذكر في صفحة (٢٧٥) أنه أصبح يوم الجمعة ١٠ من جمادي الثاني فاجتمع بالشيخ الأمام العلامة منصور المنوفي الشافعي الضرير شيخ الأزهر.
ثم ذكر في صفحة (٢٨٤) أنه اصبح يوم السبت ٢٥ من جمادي الثاني فذهب بعد الظهر إلى عيادة صديقه العلامة الشيخ أحمد المرحومي شيخ الجامع الأزهر.
وهذه هي المواضع التي جاء فيها ذكر هذين الشيخين المتعاصرين في كتاب الشيخ النابلسي، وهو يعطيهما فيها صفة الشيخ الأزهر في الزمن الذي قضاه بمصر في رحلته إلى الحجاز وكان ذلك سنة ١١٠٥هـ كما سبق. فلو أخذنا هذا الكلام على ظاهره لكان للأزهر في تلك السنة شيخان مجتمعان معاً وهذا غير مقبول، مع مخالفته لما ذكره من أن شيخ الأزهر في تلك السنة كان الشيخ النشرتي المالكي، فلم يبق إلا أن الشيخ النابلسي تبرع بتلك الصفة لذينك الشيخين، ويجب أن تؤخذ على هذا لا على أنها حقيقة تاريخية.
وقد ذكر الجبرتي وفاة الشيخ أحمد المرحومي في سنة ١١٢ وقال عنه أنه السيد عبد الله (لعله أبو عبد الله) الإمام العلامة الشيخ أحمد المرحومي الشافعي.
وهذا رأيي في تحقيق هذه المسألة التاريخية أنشره على صفحات الرسالة الغراء، ولعله