أوحد، لا ينعت ولا يحد. وقال أبو حسن الخزرجي في كتابه إعلام الزمن: إبراهيم بن سهل كان شاعر زمانه أسلم بعد يهوديته ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة بديعة. وقال مالك ابن المرحل: كان معنا ابن سهل وحسن إسلامه، ولازم صلاة الجماعة، ونظر في الأدب فنبغ في الشعر. وقال الأفراني: وإن من تتبع مقطعاته علم أن له خبرة واسعة بفن العربية كقوله:
أموسى أيا كلي وبعضي حقيقة ... وليس مجازا قولي الكل والبعضا
وفي هذين البيتين تنكيت على أبي القاسم الزجاج إذ قال في جملة:(وإنما قلنا بدل الكل والبعض مجازا) وسئل بعض المغاربة عن السبب في رقة نظمه، فقال: لأنه أجتمع فيه ذلان: ذل العشق وذل اليهود.
عفافه
وقد كان فيما يظهر من كلامه عف الإزار، وبيته المشهور من أعظم الأدلة على ذلك وهو:
وأبى عفافي أن أقبل تغره ... والقلب مطوي على جمراته
وقوله:
بتنا نشعشع والعفاف نديمنا=خمرين من غزلي ومن كلماته
وقد ذهب ابن القاضي في شرحه لأبيات الذهبي لما تعرض لابن سهل إلى أن هذا من صناعته لا طبيعته، ولعمري إن هذا منه توريك وتحامل؛ وإلا فأي مانع من أن يكون العفاف فيه سجية؟
شعره:
وله ديوان شعر مشهور، وقفت عليه وهو في غاية الجودة، ولا بأس أن أثبت هنا من شعره ما يرخص الدرر، ويكون في هذه الأسطر بمثابة الغرر من ذلك قوله:
مضى الوصل إلا أمنية تبعث الأسا ... أداري بها همي إذا الليل عسعسا
أتاني حديث الوصل زوراً على النوى ... أعد ذلك الزور اللذيذ المؤنسا
ويا أيها الشوق الذي جاء زائرا ... أصبت الأماني خذ قلوباً وأنفسا