ونحن نترك للمترجم الفاضل قوله (يعارض الأباضيون بشدة) لتقابل برغم أنها خطأ. ولكننا لا نستطيع أن نترك ترجمة كلمة بالكفر، لأن كلمة معناها الهرطقة. وبين الكفر والهرطقة فارق ما كان ليجل عن فهم المترجم لو أنه أراد وصبر على مكاره البحث. ذلك لأن الهرطقة درجة من درجات الكفر. والكفر خروج من دين إلى دين آخر، ومن درجاته الهرطقة والزندقة والردة وغيرها فقد يكون الإنسان هرطوقاً أو زنديقاً. ولكنه يبقى مسلماً يحتاج فقط إلى تصحيح دينه، كما يحتاج المترجم الفاضل إلى إصلاح ترجمته، ويبقى مع ذلك مترجماً. ولكن الكفر خروج من الدين. وكلمة هرطوق وجمعها هراطقة، أو أرطوق وأراطقة، من المعربات التي دخلت اللغة العربية وأصبحت صحيحة (راجع محيط المحيط). ولئن غضب الأباضيون على أهل السنة على رميهم إياهم بالهرطقة لا غير؛ فكم يكون غضبهم على المترجم الفاضل على رميهم بالكفر؟ نرجو من الله ألا يسمع الأباضيون خبر ذلك.
(١٧) وجاء في (ص ١٤ نهر ٢) ما يأتي: (وهذا النقاء سواء أكان عن إخلاص أو تظاهر يجعل منهم كتلة متجانسة متآلفة متمايزة تمام التمايز بسلوكها وأخلاقها وميولها بين أهل السنة من العرب والبربر) في شمال أفريقية والأصل كما يلي:
, ,
وأريد الآن أن أختتم هذا النقد حذر أن أطنب وإن كانت ترجمة دائرة معارف الإسلام جديرة بأكثر من هذه العناية.
قال المترجم أن هي النقاء، ولا أعلم كيف جاز له أن يستخدم هذا الاصطلاح المبهم، وحقيقتها (صوفية أو تصوف)، (أنظر بدجر ص ٨٢٠) ولكنها ليست الصوفية او التصوف كما عرفه العرب؛ لأن صوفية العرب جاءتهم من ناحية الهند تغليباً أو من ناحية الإسكندرية ترجيحاً، بل هي الصوفية كما عرفت عند شيعة كنيسة نصرانية، لأن الكلمة هنا قد وضعت لتدل على وجه من الشبه بين الفئة التي يتكلم فيها المؤلف وبين فئة ظهرت في ثنايا الكنيسة النصرانية، ونقاء ترجمة حرفية لكلمة ومنها ولكن الخطأ في أن تستعمل