للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكانت النهضة المصرية وشاء الله لمصر أن تكون ولاية مليكها المحبوب (فاروق الأول) فتحاً جديداً في تاريخها لا مثيل له في جميع هاتيك العصور، وقدوة للاحقين جمعت كل حسن سائغ من الماضي وتنزهت عن كل ما يأباه المليك ويأباه رعاياه:

استقلال الفراعنة بغير شوائب الوثنية، وملك العرب بغير رعاية أجنبية، واختيار الشعب بغير الولاية العثمانية. وقد كانت الدولة البريطانية تزعم لنفسها المزاعم في إبان الحرب العظمى، فبطلت هذه المزاعم وقام الملك الفاروق بالأمر بيننا أول ملك خلص لمصر عرشه وخلص له حبها واختيارها. فلا نظير لهذا الملك في عهد الفراعنة ولا في عهد العرب ولا في دولة العثمانيين ولا في دولة الإنجليز. وهنيئاً لمصر هذه البداية، وهنيئاً للفاروق هذه المزية، وهنيئاً للمستقبل ما يرجى له من طوالع هذا الفأل الحسن وهذا البشير السعيد

وإن من الخير لمصر أن يكون تاجها هو التاج الذي اختاره الله للمليك الفاروق الفارق بين جيلين وعصرين:

تاج محسوس بالقلوب مثاله هو شخص المليك المحبوب، ورمز تراه الأفكار قبل أن تراه الأبصار، وطلعة كما قال عبد الله ابن قيس:

. . . شهاب من الل ... هـ تجلت عن وجهه الظلماء

ملكه ملك عزة ليس فيه ... جبروت وليس فيه رياء

عباس محمود العقاد

<<  <  ج:
ص:  >  >>