للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

هذا الدور الذي تلعبه الكنيسة في تتويج ملوك النصرانية، كذلك لم تعرف الدولة الإسلامية لرجال الدين سلطة خاصة كتلك التي يزاولها الأحبار النصارى في مثل هذه المناسبات السياسية والقومية.

وعلى ذلك فإن البرنامج الذي وضع لتتويج جلالة ملك مصر والذي يقوم على العناصر التقليدية الثلاثة: العنصر الدستوري وقوامه أداء جلالته لليمين الدستورية أمام ممثلي الأمة، والعنصر الديني ومظهره أن يؤدي جلالته صلاة الجمعة في اليوم التالي في أحد المساجد الكبيرة، والعنصر العسكري ومظهره أن يقوم جلالته باستعراض الجيش المصري الباسل في حفل فخم، هو في الواقع برنامج موفق، يتفق على بساطته مع الروح الدستورية الصحيحة، ويجانب تلك البدع والرسوم الوثنية التي زعم البعض أنها تسبغ على حفلات التتويج لوناً روحياً خاشعاً، وتنوه بصفة مصر الإسلامية في حين أنها تنافي الأوضاع الدستورية والتقاليد الملوكية الإسلامية؛ بل إن هذا العهد الدستوري المؤثر الذي يتقدم به المليك لأمته يوم توليه مقاليد أمورها، ليذكرنا كيف تمت ولاية جده العظيم محمد علي لمصر على يد زعماء الأمة المصرية في منظر من أعظم المناظر الديمقراطية التي يسجلها التاريخ المصري

محمد عبد الله عنان

<<  <  ج:
ص:  >  >>