فهو إله الخصب وحامي الحقول والبساتين، وهو يقرن أحياناً بآمون إله طيبة الأعظم ورب الأرباب والبشر وأب الفراعنة. وفي هذا العيد قدم الملك إلى (آمون - مين) قربانا من الحصاد في ذلك الأوان
وقد غادر رعمسيس قصره في طيبة كما تطلع الشمس باهرة اللألاء من مشرقها، وشخص إلى هيكل (مين) في محفته الفاخرة يحملها ويحمل المراوح إلى جانبيها عظماء الدولة، ويتقدم المحفة الملكية كاهنان يمسكان مجامر البخور، وكاهن آخر يرتل الأناشيد وهو ممسك بيده قرطاساً من البردي. وفي طليعة الموكب تعزف الطبول والأبواق عزفها الهاتف الآمر، ويسير وراءه في نظام جليل رائع أكابر رجال القصر تتبعهم فيالق من جنود الحرس البواسل. ولكن الإله (مين) يخرج من محرابه محمولاً على أكتاف ثلاثين كاهناً يصحبه عجل أبيض باعتباره الصورة الحية التي يتجسد فيها، ويتقدمه صف طويل من الكهنة يحملون الشارات الدينية وتماثيل السلف الصالح من الفراعنة الراحلين، ويتقدمون إلى المذبح حيث الملك واقف. وهنا يتعرف الإله مين على ابنه فيدخله في عداد الأرباب كسائر أسلافه. وإنه لحدث عظيم. وإذ ذاك يطلقون طير الإوز في جهات الأفق الأربع لاذعة البشرى في أركان المعمورة كما فعل الإله حوريس نفسه عند تتوجيه. ويجري الاحتفال ويتم في وقار ودقة على حسب الأصول المرعية. وفي النهاية يقدم الملك القرابين لتماثيل أسلافه ويقتطع بمنجل قصير جرزة مصطنعة فيقدمها للآلهة باعتبارها باكورة الحصاد في عهده
ويعود فرعون إلى القصر، فيقبل عليه رجال البلاط ووزيره باسار وجميع الموظفين يحيون مليكهم وينشدون في مديحه: -