العواصف تكثر في شهور الجفاف خصوصا بعد اشتعال النار الذي يكثر عندئذ في العشب والغابات.
وإذا تخلف المطر أقاموا رقصته لمدة ثلاث ليال أو أربع حول معبد نيكوانج عند الغروب وهذه هي الرقصة الوحيدة التي يلبسون لها الأردية. والعادة أن ينتظر الزعيم كوجور بعد الجفاف متحينا فرصة يرجح نزول المطر فيها ثم يقرع الطبول للرقص ويصلون وهم وقوف وجوههم إلى السماء في غير حراك ساعات طويلة وكلهم أيمان بأن المطر سينزل سراعاً وفي داخل المعابد ترى مذبحا للضحايا من الغنم يقام من الخشب وترى فوقه بعض الطعام والمريسة يقدمها كل من أراد التقرب من الوسيط نيكوانج.
حفلة تتويج الملك: والملك ينتخبه زعماء القبيلة من أفراد العائلة المالكة، وفي يوم التتويج يفد من فاشودة إلى الضفة الجنوبية لنهرهم المقدس تحوطه مجامع الحرس بحرابهم ويجتمع أهل القبائل بجيوشهم سائرين من القرى نحو أسبوعين على الأقدام. ويجب أن لا يتخلف أحد الزعماء ويلبس الملك جلبابا مخططا وحزاما مزدوج اللون الأزرق والأحمر وطربوشا أحمر قانيا وهو شعار الملكية ثم يركب حماراً ويظهر على ضفة النهر يحوطه الجند من العمالقة وعليهم الجلباب الأحمر فيحيي الجماهير الملك بحرابهم المرفوعة حتى يجلس على جلد نمر ويقدم أهل كاكا أقصى بلاد الشلوك شمالاً عجلا أبيض ويقدم أهل تونجا أقصى بلادهم جنوبا فتاة صغيرة. والبلاد يقسمها النهر المعدني قسمين جار ولواك ولكل منها زعيم وتحت هذين زعماء القرى فيتقدم أهل الشمال بالثور إلى النهر في مواجهة الملك ويهجم زعيمهم فيخترق الثور بحربته ثم تتبعه سهام الناس من كل جانب فيسقط الثور ويسيل الدم إلى النهر ثم يتقدم زعيم الجنوب إلى الملك وبيده الفتاة عارية فيستلمها الملك ويصيح الكل قائلين (أيوه! أيوه!) وعندئذ يمكن لأهل الشمال أن يتخطوا النهر إلى الضفة الجنوبية. ويبدأ التتويج بأن يغسل الملك بالماء الساخن ثم بالماء البارد لكي لا تؤذيه تقلبات الجو حراً وبرداً ثم يعامل بخشونة وقسوة من الجميع وعليه أن يطيع ويخضع لكي يتعلم التواضع ثم يركع له الجميع إجلالا لأنه ابن نيكوانج ثم يلبسونه خفاً في قدميه من جلد فرس الماء الغفل الخشن ليمضي به على مضض فيفهم معنى الفقر والتقشف ثم يقدم له الخدم بعض لحم الغزال وفرس الماء إشارة إلى توافر اللحم والقناعة في أكله ثم تقدم