للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قربانا مقبولاً لديه، ثم يقتلون البقرة ويغسلون دم الحربة بالماء ويخلطون هذا الماء بالروث الذي يخرجونه من أحشائها ويرشونه على الناس جميعا. ورأيهم في الخلق يتلخص في أن الله هو الخالق، خلق طبقتين مسطحتين: العليا وهي السماء والسفلى وهي الأرض ثم خلق النبات والشجر. وأول حيوان ظهر الجاموس ثم الإنسان وكلم الله الجاموسة قائلا: تعالي غداً أعطك حربة. فسمع الإنسان ذلك وذهب خلسة لما خيم الظلام فلم يره الله فتقدم وهو يمشي على أربع وينفر كأنه الجاموس فقال الله من هذا؟ فأجاب أنا من له قرون متجهة إلى الوراء فجزع الله وأعطاه الحربة ولما جاءت الجاموسة تخور قال الله ألست أنت التي أخذت السلاح مني؟ قالت لا بل الإنسان فأعطاها قرونها وأهاجها على الإنسان أنى لاقته.

ولما خلق الإنسان كان أحمر اللون لأنه شغل من طين النهر ثم ذهب إلى التربة السوداء وخلق الجنس الأسود ولما انتهى خلقه فرك يديه فسقط الطين منها فتاتا هو القمل الذي التصق بشعر الإنسان وضايقه ولذلك اخترع له الله الموس للتخلص منه. وفريق منهم يرى أن الله أمر زوجته فولدت توأمين أسود وأبيض وكانت تحب الأسود وتبغض الأبيض وأمر الله بتربيتهما. وحدث مرة أن مد الأب رجله وأمر أن يلعقها الولدان فخضع الأبيض لأنه عبد وأبى الأسود فأحب الله لذلك الأبيض وحاباه وقال لزوجه إن ابني هو هذا وسأملكه على الأسود يبيع فيه ويشتري وسأمده بالأسلحة التي تسوده على كل شيء.

والطبقة الأرستقراطية تشمل أو وأولاده نيارت وأحفاده ني آريت - وأحفاد أحفاده كواني آريت وهؤلاء فقط هم وارثو الملك أما العائلات المتفرعة عن الملوك الأقدمين فتسمى أورورو ولهم نفوذ عظيم. إلى هؤلاء طبقة قوية وهم أطباء السحر تتمثل فيهم قوة القسس والأطباء وام نيكوانج يسمى كي يا تتمثل في التمساح ولذلك قدسوه وفي كل قرية هيكل لنيكوانج وهو كوخ باسق حوله كوخان عاليان يزين أعلاها حراب بيض النعام وذلك لأن نيكوانج وفد من الصحراء يمتطي نعامة. وإذا مات الملك تزوج صغار زوجاته من بعض أقربائه أما الطاعنات في السن فيصبحن خفر المعابد وبنات الزعماء هن بنات نيكوانج وعند زواجهم تقدم الضحايا لزوجة نيكوانج الكامنة في بطن التمساح فيؤخذ عنز ويذبح على حافة نهر. وعجيب أن تفد التماسيح لأكل الدم أما اللحم فيرسل لحارسات المعابد وهم إذا رأوا دوامة ترابية سجدوا لها لظنهم أن الله (فوك) يسير مختبئا فيها وهذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>