ويضربون الأرض برجولهم وحرابهم التي كثيرا ما تنثني أو تتكسر ثم يهاجمون الأكواخ التي فيها أسرارهم ويسوقونهم فيها بشراسة زائدة وسط تهليل يصم الآذان مسرعين نحو الزعيم والدماء تسيل من الجروح التي تخدش بها وجوههم وجسومهم ثم يتقدم الطبيب بعد فيضمدها بعصير بعض الأعشاب.
وإذا قام نزاع بين قبيلتين أدى إلى قتال عنيف ولا تتنازل إحداهما عن الأخذ بالثأر إلا إذا تساوى عدد الضحايا من الفريقين ولا يمكن لأية قوة مقاومتهم لأنهم يلجأون إلى صيد الناس بسهامهم المسمومة.
تاريخهم: ويرجح بعض الكاشفين أنهم وفدوا من منطقة البحيرات ولم يحلوا مكانهم هذا إلا منذ أربعة قرون. وفي سنة ١٥٠٤ غزوا سنار لكن غزاهم البقارة سنة ١٨٦١ وفي ١٨٧٤ ثاروا على الحكومة المصرية في السودان وفي ١٨٩٠ خلال ثورة المهدي ثاروا ضد تجار الرقيق من العرب والدراويش لكنهم هزموا وسيق عدد كبير منهم إلى أم درمان ولهذا السبب تجدهم يبغضون العرب، ويظهر أنهم يمتون بصلة إلى الدنكا وبعض قبائل البحيرات مثل (كافروندو) لتقارب لغاتهم وبعض عاداتهم.
الدين: ولهم إله اسمه (فوك قادر ومسيطر خلق كل شيء إلا أنهم خاضعون لما يسمونه نيكوانج وهو خليط من الوثنية وعادت الأجداد والأرواح، فهم يرون أن أول جد لهم هو نيكوانج الذي يعمل وسيطا بينهم وبين الإله الأعظم الذي لا يدركه أحد وهو (فوك) فهم يقولون في وقت الضيق (أن فوك قد غضب علينا) ويصلون لنيكوانج للشفاعة وروح هذا تحل كل ملوكهم ويرون أن روح الموتى تزورهم في المنام وتؤثر على حياة الأطفال، وهم يتخيلون الله دوامة هوائية تنتابهم كثيرا وتحمل الرماد عقب إحراق العشب في عمد سوداء عالية، ويقولون بأن الله أسود اللون لأنه لا يرى ويسكن الظلام، وإذا مات الإنسان عاد إلى ربه، وعند الصلاة يقول الشلوك: يا إلهي اتركنا وحدنا ننجو فأنت عظيم، لا يمكن لأحد أن يتكلم معك أنت الله ومن تقتل منا يموت. أنت مقر روحنا فاتركنا ننجو، والباقون يستمعون وهم منصتون وحرابهم في أيديهم بعضهم واقف والبعض راكع. ولتقريب فكرة الآلهة من الناس يفترضون له وكيلا شبيها بالإنسان هو نيكوانج. يتوسلون إليه قائلين: نيكوانج قد أعطاك الله الأرض فاحكم الشلوك وارج لنا ربك يجعل البقرة التي سنذبحها