للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زوجات كثيرات غيرها. وقبل إتمام الزواج تقدم الهدايا (الشبكة) كعشر من المعزى وثلاث من الحراب وعشرين خطافا للصيد (سنارة) وما إليها. وخلال تلك الفترة يبدأ التعارف بينهما (نظام شبيه بنظام الغرب) ففي حفلة الرقص يقود الأخ أخته إلى حلقة الرقص والخجل يبدو على وجهها وهناك يسألها زعيم القبيلة أن تعترف بجميع علاقات الحب التي حصلت مع فتيان آخرين من قبل وهي تخشى ألا تقول الصدق لأن الأخبار كلها تصل الزعيم أولا بأول. وبعد تلك المداولات بين الزعماء والعروس تقرع الطبول فينصت الجميع وهنا تكرر الفتاة ذكر أسماء الفتيان الذين أحبوها من قبل فيحضر كل منهم إلى وسط الدائرة ويحكم عليه من الماشية والأغنام ومتى جمعت تلك القطعان قدمت كلها مهراً للزوج، أما الفتاة فلا عقاب عليها متى صدقت في الاعتراف ومتى أقر الزعماء ذلك ولا عار على الفريقين من ذلك فالاعتراف من جانب الفتاة والغرامة من جانب الفتى عقاب كاف وترضية حسنة. والظاهر أن هذا التصرف لا يرمي إلى منع الفساد الخلقي بقدر ما يرمي إلى تزويد الزوجين بالمال والمتفرجين بالطعام والشراب والرقص.

وعند ميلاد غلام تقدم الهدايا للأب من قطعان يربو عددها بالتوالد حتى إذا ما أضحي الطفل رجلاً قدمت له بعد أن يجوز (حفلة الرجال)، وإذا مات أحدهم دفنت الجثة أمام الكوخ الذي كان يقطنه ويلف الجسم في أفخر ما كان لديه من ثياب أن وجدت والى جانب الأسلحة وأدوات الطبخ وكل ما يلزم للحياة الأخرى ما عدا أدوات الزينة. والجسم يمد في القبر على ظهره وتوضع تحت الرأس وسادة من خشب للرجال ومن قش للنساء والأطفال. وإذا مات الزعيم دفن داخل باب كوخه وأغلق سنة كاملة، بعدها يهدم. وعند دفن الميت تقام حفلة (رقص الموتى) فيجتمع الأهل وقد لطخوا جسومهم برماد من حرق روث البقر ويولول الجميع وفق قرعات الطبول البطيئة ويمثل الراقصون ما يدل على شجاعة المتوفى وفضله ويقدم الناس لأهله الطعام والشراب وتستهلك مقادير عظيمة من المريسة وقبل شروق شمس اليوم التالي ينسى الحزن بتاتا.

وفي رقصة الموت يمثلون موقعة يؤخذ فيها النساء والأطفال والماشية أسرى وهذه الرقصة تقدم في أي وقت من النهار بمجرد سماع القوم لقرع الطبول نداء لها فيتزين كل بما لديه من أدوات البسالة من ريش وجلود وحراب وما إليها ويتقدم المقاتلون ذهابا وجيئة

<<  <  ج:
ص:  >  >>