زعيم الصهيونية، أن يكتب تقريراً عن القضية الفلسطينية ومطالب اليهود، لما جرؤ على كتابة مثل تقرير اللجنة الملكية!. .
إن تقرير اللجنة الملكية خطة سياسية مرسومة، يراد منها أولا إزالة مفعول التقارير البريطانية السابقة التي جاءت كلها منذ الاحتلال حتى الأيام الأخيرة لصالح العرب مثنية عليهم، ومظهرة سوء السياسة الصهيونية وخطرها على أهل البلاد ووخيم عواقبها، وثانياً تحقيق إنشاء (المملكة اليهودية)
إننا لا نبالي بحكم اللورد بيل على العرب لأن حكمه فريد، وطبيعي أن هذا الحكم الشاذ لا يؤثر في رأي المنصف العادل على حكم التاريخ، ولا على الأحكام البريطانية العديدة السابقة، ولا يقلل من أهميتها ومفعولها
والذي يهمنا في هذا المقال هو إظهار أخطار مشروع تقسيم فلسطين، و (المملكة اليهودية) التي تريد الحكومة البريطانية إيجادها في قسم فلسطين الطيب
تمويه التقسيم
قسم اللورد بيل فلسطين إلى ثلاثة أقسام، أعطى الأول إلى اليهود، واحتفظ بالثاني لدولته، وأبقى الثالث لأهل البلاد. أما قسم اليهود فيشمل جميع الفضاء الشمالي وسهل الحولة ومرج ابن عامر، والسهل الساحلي حتى ١٠ كليومترات جنوبي رخبوت، وتبلغ مساحته حوالي ثمانية ملايين من الدونمات (الدونم ألف متر مربع)، وفيه من المدن العربية صفد وعكا وحيفا وطبرية والناصرة، ومن القرى عدد عظيم، حكم عليها أن تصبح يهودية، وقضي على سكانها العرب البالغ عددهم أربعمائة ألف عربي بأن يرحلوا من وطنهم العزيز. أما القسم الذي سيوضع تحت انتداب بريطاني جديد فيشمل القدس وبيت لحم وضواحيها وجميع الأراضي التي تسير فيها طريق يافا - القدس، وسكة حديد يافا - القدس. ويدخل في هذه المنطقة الرملة واللد وقرى عديدة كلها عربية. وعلاوة على هذه المنطقة فالحكومة المنتدبة تحتفظ لها بمنطقة لم تعين حدودها على ساحل خليج العقبة، وستكون هذه المنطقة جميع ما يدخل فلسطين من صحراء سيناء وقسم كبير من فضاء بئر السبع إن لم يكن كله لأسباب سياسية
واعتاد الإنكليز واليهود القول بأن ما بقي من فلسطين خاص بالعرب ليوهموا العرب بأن