للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العوامل التي قربت منيته؛ فلقد كان على رقة إحساسه ودقة تكوينه الجسماني عاشقاً مخلصاً ومحباً متفانياً. فضؤلت مقاومته للمرض

وسجل جمال خطيبته في كثير من مصوراته وعلى الخصوص في لوحاته التي مثلت المادونا السكستينية ودونّا فيلاتا ولا يزال بعض هذه الصور محفوظاً في أوفيست بفلورنسا.

وأقيم له تمثال تذكاري من البرنز في أوربينو بارتفاع أربعة أمتار تقريباً، صنعه المثال الإيطالي المعروف لوريجي بللي سنة ١٨٩٧، كما نحت المثال الألماني هانل تمثالاً له لا يزال من النماذج الفذة لطراز النحت الألماني.

هذه قد تكون أبسط قصة تقال عن فنان لا نظير له، عاش قليلا ولكنه أنتج كثيراً، وهو إلى جانب ميكيلانجلو لا يُعدان فقط ثروة الفن الإيطالي الحديث بل ثروة العالم أجمع.

ولم يشتغل رفايللو بالتصوير الجصي (الفرسكو) إلا بعد أن سافر إلى روما حيث قام بتصوير ثلاث غرف وردهة كبيرة في الفاتيكان، وفيها جمع بين التصوير الرمزي والديني.

وبعد أن كان البابا يوليوس الثاني عازماً على زخرفة الغرف بواسطة بعض المصورين المعاصرين أمثال بيروجينو وسودوما وغيرهما، تراه قد تحول اتجاهه إلى روفايللو بعد أن شاهد تصويره وتفوقه على معلمه، فكلفه القيام بإكمال العمل إلى نهايته.

أما عمله في الغرفة الأولى (١٥٠٨ - ١٥١١) فهو متجه في جوهره إلى الروح الفنية التي كانت لها الغلبة في ذلك الحين وهي روح من النهضة، ويتلخص موضوعها في التعبير عن قوة القوى المسيطرة على العقل الإنساني، المهيمنة على مصير الإنسان؛ فيرى المشاهد أمام عينيه صوراً رائعة للتعبير عن اللاهوت (الدين) والفن (الشعر) والفكر (الفلسفة) والقانون (الفقه)، صورها كلها على مساحات دائرية الشكل، وإلى جانب كل منها التفاسير المرتبطة بموضوع الصورة كالخطيئة والعقوبة والدنيا وحكم سالوم.

أما الصور الكبيرة في هذا المكان فقد جعلها تنطق بالحقائق التي ترمز إليها في عالمنا الدنيوي.

وفي الماكن المسمى ديسبوتا صور المسيحيين الصالحين مجتمعين حول الهيكل وقد فتحت فوق رؤوسهم أبواب السماء (النعيم). وفي بارناس صور الشعراء الأقدمين والمحدثين

<<  <  ج:
ص:  >  >>