وجوههم تعابير الرحمة ممزوجة بالكثير من راحة البال والضمير. فلا الشوه يمازج ذكرياتهم، ولا الخرابة بغربانها وبومها وأشجارها الميتة وقبورها الموحشة وسكونها الرهيب الأليم، وليلها المربد الهادئ هدوء الموت، يمر على مخيلاتهم أو يلابس وعيهم من بعد ذلك
ولكن. . . هنالك بمقربة من الجثة المسجاة، جلست (فاطمة) ابنة حمدان، بوجهها الصبوح وعينيها الواسعتين، وبشرتها القمحية الجميلة وقوامها اللين المتعاطف، جلست وحدها بغير شريك من فتيان القرية وفتياتها، وهي أفتنهن جميعاً، تخالس الجثة النظرات صامتة مبهوتة، وترمق الجسد البارد بعينين حائرتين جامدتي النظرات، وقد تقاطرت منهما دموع انحدرن كالحمصات الكبار