لجيوش الحلفاء. بيد أنها لم تبلغ يومئذ مدى كبيراً. فلما انتهت الحرب فطن الحلفاء إلى هذا السلاح الجديد الخطر، وأدركوا ما للحرب الكيماوية من أثر عظيم في المستقبل، وانكب علماؤهم ومعاملهم على بحث السوائل والغازات والميكروبات المهلكة؛ وكانت ألمانيا التي وجدت في المباحث الكيماوية السرية ملاذها وسلامتها بعد هزيمتها الساحقة في الحرب - في مقدمة الدول التي خصت الحرب الكيماوية باهتمامها؛ ويقال إنها انتهت فيها إلى نتائج خطيرة. والمعروف أن ألمانيا حاولت في الحرب الكبرى أن تستعين على إهلاك أعدائها بالميكروبات وأنها حاولت تطبيق هذه التجربة في رومانيا. ومنذ سنة ١٩٣٣، أعني منذ قيام النازي في الحكم تعمل المعامل الألمانية ليل نهار لابتكار وسائل الدمار البشري وتعنى عناية خاصة بمسألة الميكروبات. وقد وجه معهد كوخ إلى المعامل الألمانية منشوراً فيه بيان مفصل عن الميكروبات التي يمكن استعمالها في الحروب المقبلة، وعن أفضل الوسائل لاستعمالها. ويقول الدكتور ليفين الألماني الأخصائي الكبير في هذا الموضوع: إن الميكروب هو أفضل مهلك للجيوش، لأنه متى ارتفعت صيحة الذعر في الجيش فقد قضى عليه.
وتعنى الدول الكبرى الآن بهذه المشكلة الخطرة، وتجتهد في ابتكار وسائل الوقاية، إلى جانب ما تعنى به من اختراع المهلكات، وهي جميعاً تفطن إلى الكوارث المروعة التي تتعرض لها الشعوب والإنسانية من جراء هذا الخطر الشامل.
وفاة طبيب عالمي
نعت أنباء باريس الأخيرة الأستاذ الدكتور لابرسون العلامة الرمدي الشهير: توفي في الخامسة والثمانين من عمره بعد حياة علمية وطبية حافلة؛ وقد بدأ حياته أستاذاً للرمد في كلية الطب بجامعة ليل، ثم انتقل إلى باريس حيث عين أستاذاً للرمد في جامعتها، وعين مديراً لقسم الرمد في (أوتيل ديو) وانتظم عضواً في أكاديمية الطب، ثم انتخب رئيساً لها، وطارت شهرته كحجة عالمية في أمراض العين، ووضع كتباً ورسائل كانت مرجع الأطباء الرمديين في جميع أنحاء العالم، وكان لتعاليمه ومؤلفاته أثر كبير في تطور طب العيون بفرنسا، وقد تخرج على يده عدد كبير من أطباء العيون في فرنسا وفي خارجها.