للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بنفسجي وقد ختم بخاتم من الذهب ولف برباط تدلى منه دلايات من الذهب، وقبل السفير الخطاب ثم وضعه على رأسه وسلمه للمهنمندار فناوله للسلطان ففتحه ثم أرجعه فقرئ له، فلما انتهى من سماع ما فيه سأل السفير عن حال الدوج وصحته، ولما انتهى السفير من الجواب حياه وتراجع إلى الوراء خارجاً هو ومن معه.

وقد تعددت المقابلات بعد هذه المقابلة الأولى، كانت إحداها في بهو فسيح يقول فيه شاهد العيان: (وهذا البهو لا يمكن أن يقاس به بهو التشريفات الكبير في قصر الرياسة العظيمة في البندقية وذلك لعظمته وجماله ونفاسة نقوشه وأثاثه)

وكانت المقابلة الثالثة في ساحة الرميلة المجاورة للقلعة في حديقة خاصة بالسلطان في ذلك الميدان الفسيح.

وكانت المقابلة الرابعة في هذا الميدان نفسه ولكن في غير الحديقة وكانت السلطان هذه المرة جالساً على منصة إلى جانب سور القلعة وكان يلبس ملابس كالتي كانت عليه في المقابلة الأولى، وكذلك كانت هيئة الاستقبال كالهيئة السابقة. وتقدم السفير حتى صار على أربع خطوات من السلطان ثم وقف هو ومن معه وجعل يتكلم مع السلطان بصوت عال بواسطة ترجمانه، وجاء في أثناء الاجتماع السيد (بطرس زين) قنصل البندقية في دمشق وهو المتهم بخيانة السلطان وكان يلبس ثوباً من قطيفة قرمزية.

واستمرت المقابلة ثلاث ساعات كان السفير في أثنائها واقفاً يحمل قبعته في يديه وكان موضوع الحديث علاقة البندقية بدولة الصفوي، وكان السلطان يتكلم غاضباً في لهجة قاسية ولهذا كان السفير يبذل الجهد لكي يهدئ من غضبه، وكان كل همه أن يظهر براءة حكومة البندقية من كل سعي ضد مصر فنظر السلطان إلى السفير وصاح به قائلا: -

(أنا أعلم أن حكومة البندقية بريئة من السعي ضدي ولكن هذا الكلب (مشير إلى قنصل البندقية بدمشق) يعمل على خيانتي وقطع علاقتي بدولتك) وكان السلطان وهو يقول ذلك يضطرب أشد الاضطراب من الغضب فاستمر السفير في خطابه يحاول الدفاع عن دولته، فصاح به السلطان قائلا: (أيها السفير - هل تعلم كيف سارت الأمور؟ إذا كنت قد أتيت سفيرا للصدق فمرحبا بك، وأما إذا كنت قد حضرت لتدافع عن الخونة وعن أعدائي فلا مرحبا بك، فاترك بلادي وخذ معك مواطنيك من تجار بلادك) فعاد السفير يلاطف في

<<  <  ج:
ص:  >  >>