للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الأزهر قراءة الجمل الآتية:

إن (الأورنثيرونكهوس بارادوكرس) حيوان ثديي بيوض يعيش في أوستراليا! والأنثربثكوس طروغلوديطس حيوان من البريمات يعيش في أفريقية! والأرخوبتريكس طائر منقرض!

على هذه الصفة تكون عبارات علم الحيوان في العربية، إذا أردنا أن نلزم التعريب الحرفي الذي يوافق اللغة العالمية في اللغات (الاندوجرمانية) (الهندية الجرمانية). ولعمري كيف يستطيع عربي لا صلة له باللاتينية واليونانية أن ينطق هذه الكلمات الأعجمية المنحوتة من مقاطع متباينة وأهجية متنافرة نطقاً صحيحاً كما تنطق في لغتها العالمية التي يتغنى بها فئة من ذوي الرأي لم يفطنوا إلى الصعاب التي تكتنف نظريتهم، بل إنهم لم يحاولوا أن يفطنوا لها

ننتقل الآن إلى رأي القائلين بالنحت، وهم لاشك أقل من القائلين بالتعريب. أما النحت فباب يلحقه اللغويون بفقه اللغة، ولكل من مشهوري اللغوين رأي فيه. فمن رأي السيوطي أن معرفته من اللوازم. وعرفه ابن فارس في كتابه (فقه اللغة) فقال: إن العرب تنحت من كلمتين كلمة واحدة، وهو جنس من الاختصار واستشهد بقول الخليل:

أقول لها ودمع العين جار ... ألم يحزنك (حيعلة) المنادي

والحيعلة من قول (حَيِّ على). قال ابن فارس:

(وهذا مذهبنا في أن الأشياء الزائدة على ثلاث أحرف فأكثرها منحوت، مثل قول العرب للرجل الشديد (ضَبْطر) من (ضبط وضبر)؛ وفي قولهم (صَهصَلق)، إنه من (صهل وصلق)؛ وفي (الصَّلدَم) إنه من (الصلدِ والصَّدْم) وقد ذكر ابن فارس مذهبه هذا مفصلاً في كتابه مقاييس اللغة.

ومن كلام ياقوت في معجم الأدباء:

(سأل الشيخ أبو الفتح عثمان بن عيسى الملطي النحوي، الظَّهيرَ الفارسي عما وقع من ألفاظ العرب على مثال (شقحْطب) فقال: هذا يسمى من كلام العرب المنحوت، ومعناه أن الكلمة منحوتة من كلمتين، كما ينحت النجار خشبتين يجعلهما واحدة. فشقَحْطب منحوت من (شقَّد وحطب). فسأله الملطي أن يثبت له ما وقع من هذا المثال إليه، ليعوِّل في معرفتها

<<  <  ج:
ص:  >  >>