أن يترك أصحاب المهن العقلية دون عون، وأن يدفعوا بفعل الظروف الاقتصادية إلى مصاير سيئة تحملهم على التفكير في تحقيق العيش من طرق أخرى. ومن مصالح الأمم والحضارة أن تدعم الحركة الفكرية والمهن العقلية، وأن تيسر لأربابها سبيل العيش المريح، هذا وإلا فإنه يخشى أن يخمد النبوغ وينطفئ وتتحول الحضارة إلى ركام من الماديات المبتذلة.
مؤتمر فني للتربية:
يعقد بمدينة كوبنهاجن عاصمة الدانماركة بين أول أغسطس والعاشر منه مؤتمر للتربية على مبادئ مونتيسوري المشهورة برياسة الدكتورة ماريا منتيسوري صاحبة هذه الطريقة؛ وهذا هو المؤتمر السادس من نوعه، وسيشهده مندبون عن دول كثيرة وعن طائفة عديدة من معاهد التربية العالمية؛ وستلقي الدكتورة منتيسوري محاضرات في الموضوعات الآتية (١) لماذا يمكن أن تؤثر التربية في سلام العالم (٢) ماذا يجب أن تزود به التربية لكي تعاون على تحقيق السلام (٣) ماذا يجب أن تسلح التربية به لمقاومة أخطار العصر (٤) ضرورة التفاهم العالمي لإعداد الإنسانية إعدادا خلقيا (٥) التربية كوسيلة لرفع مستوى الإنسان والمجتمع. وسيلقي أعلام آخرون من رجال التربية مباحث أخرى، وتبحث أساليب منتيسوري للتربية بحثاً علمياً وفنياً، ويقام في نفس الوقت معرض دولي لمطبوعات هذه الطريقة وأشغال مدارسها.
وقد اشتهرت أساليب منتيسوري للتربية في العصر الأخير، وهي تنسب إلى الدكتورة منتيسوري التي كانت أول امرأة حصلت على درجة الطب من جامعة رومة؛ وتولت إدارة معهد الأطفال الشواذ في سنة ١٨٩٨، وحصلت بطريقتها الخاصة على نتائج طيبة في رفع المستوى العقلي لهؤلاء الأطفال. وفي سنة ١٩٠٧ طبقت الدكتورة منتيسوري طريقتها على الأطفال العاديين وأسفرت عن آثار حسنة وذاعت في عدة معاهد في رومه وميلانو وبعض عواصم القارة. وتقوم هذه الطريقة بالأخص على ما يأتي:(١) تدريب الحواس والمنطق (٢) السيطرة على أطراف الجسم وحركاته (٣) تعليم القراءة والكتابة والحساب
وتتبع الآن كثير من رياض الأطفال في أوربا وأمريكا طريقة منتيسوري