قلت:(مجنون. . عاقل. . كيف أستطيع أن أدخل وزارة المعارف وأنا أكتب كل يوم بإمضائي ضد الوزارة كلها؟. بأي وجه ألقى الناس؟. كل ذمة لها ثمن. . لا تحسب أن أحداً أرفع من أن يرشى. . ولكن من سوء الحظ أن هذه الرشوة تعرض في الوقت الذي لا يسعني فيه أن أقنع ضميري بقبولها. . وقد قلت لك إني لست الكاتب كما توهمت الوزارة فأرحها وأعفها من تكلف هذه الرشوة.)
وانتهى الأمر على هذا الوجه. إني ليخيل لي أحيانا أني كنت مغفلا ولكن من يدري؟. . وسواء أكنت أم لم أكن فما اعرفني ندمت قط على شيء مضى وفات. . ولماذا أعني النفس بالماضي ولا خير في ذلك؟ والحاضر حسبي مشغلة. والحمد لله على ما وفق وأعان.