به الحب من المزايا والمحاسن في الشعر والأدب إلى الشعراء ومبالغتهم فيه. فكأن الشعراء هم اللذين وصفوا هذا المرض المستحق للذم بالأوصاف والمزايا تفاؤلاً فيه، وإلا فهو نفسه لم يكن خليقاً بها. لذلك ختم الأستاذ مقاله بالدعاء على الشعر والشعراء. ولكننا نقول للأستاذ ألا يبادر في الدعاء عليهم فإن للتشاؤم وجوداً في كل مكان مهما كان مصدره، سواء أكان خيبة أمل، أم كبر السن، أم فساد الطبع. فبين الشعراء أيضاً من يرى رأي الأستاذ. قال الشاعر الفارسي:
جنين قحط سال شداندر دمشق
كه ياران فراموش كردند عشق
اشتدت المجاعة في دمشق إلى درجة أن نسى الناس العشق.
وقال الآخر: أين نه عشق أست آنكه در مردم بود
أين بلا أزخوردن كند بود
إن العشق الذي يوجد في الإنسان لا أصل له فأن هذا البلاء يوجد من أكل القمح.
السيد أبو النصر أحمد الحسيني الهندي
القسام والقسامة، السمحة
قال الأستاذ فكري أباظة:(لماذا لا يستعمل الناس هذا اللفظ الجميل البليغ - يعني الكسم - ولا أعلم ما رأى مجمع اللغة العربية في فصاحته ودقته وروعته)
قلت: هذا (الكسم) العامي هو القسام والقسامة محرفين ناقصين ففي (التاج والأساس): (قسم قسامة والمقسم والقسيم: الجميل معطي كل شيء منه قسمة من الحسن فهو متناسب كما قيل متناصف. ورجل قسيم وسيم بين القسامة والقسام)
ومن استثقل (القاف الثقيلة) لفظها سعدية زغلولية أو محمودية رازقية (نسبة إلى محمود باشا عبد الرزاق رحمة الله عليه) أو علوية وقراءة جماعة منهم في القرآن بها - كما قال ابن خلدون - وهي متوارثة فيهم، ويرون أنها الصحيحة المضرية. وقاف الجماعة هي بين القاف والكاف
وما دمت في ألفاظ. . . فأقول: إني وجدت في هذا الشهر العربي في جريدة ومجلة وكتاب