وكان لسلكو زعيم سكان الصحراء الغربية والنوبة أكبر نصيب في انتشار المسيحية في هذه البلاد فقد وجد في معبد كلابشة كتابة ترجمتها (أنا سلكو زعيم سكان الصحراء الغربية والنوبيين كافة قد أتيت إلى كلابشة مرتين وحاربت سكان الصحراء الشرقية (البجة) ونصرني الله عليهم واقسموا لي بآلهتهم إزيس وأوزيريس فصدقتهم) والإله الذي نصر سلكو هو بلا شك إله المسيحيين. ومن هذه الكتابة أيضاً تعلم أن سكان الصحراء الشرقية كانوا إلى آخر القرن السادس الميلادي يعبدون الآلهة المصرية. وقد كان من نتيجة المودة بين سلكوا وجستيتيان (٥٢٧ - ٥٦٥م) أن أرسل الأخير أسقفاً وهدايا إلى سلكو فعمد هذا الأسقف الملك سلكو الذي أخذ ينشر المسيحية في بلاده. وفي عهد خلفه أربانوم تحولت معابد كلابشة والسيوع وعمدة وأبو سمبل وفيلة إلى كنائس، وقد تم ذلك قبل نهاية القرن السادس واتخذ المسيحيون دنقلة عاصمة للمملكة المسيحية.
دخول الإسلام إليها
أرسل عمرو بن العاص بعد أن استتب له الأمر في مصر عبد الله بن سعد لغزو بلاد النوبة عام ٢١هـ فحاربهم وهزمهم وقرر عليهم الجزية ولكنه لم يتعرض لدينهم
وفي عام ٣١هـ غزاهم عبد الله بن سعد في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه لثاني مرة وهزمهم ثم كتب لهم عهداً جاء فيه:(وعليكم حفظ المسجد الذي بناه المسلمون بفناء مدينتكم (دنقلة) ولا تمنعوا منه مصلياً ولنا عليكم بذلك أعظم ما تدينون به من المسيح وذمة الحواريين وذمة من تعظمونه من أهل دينكم وملتكم).
ومن هذا العهد يتضح لنا أمران:
الأول - أن النوبيين حتى عام ٣١هـ كانوا يدينون بالمسيحية
والثاني - أنه كان يوجد بدنقلة عاصمتهم بعض المسلمين مما أدى إلى بناء مسجد لهم، ولكن من هم هؤلاء المسلمون؟ إني أرجح أنهم من المصريين أو العرب الذين نزحوا إلى العاصمة - دنقلة - بعد الغزوة الأولى بقصد التجارة.
وفي خلافة المأمون ثار البجة، فسار إليهم عبد الله بن الجهم وهزمهم وعقد صلحاً مع ملكهم كانون الذي تعهد بالمحافظة على أرواح المسلمين وأملاكهم.