وأما ما ذكره صاحب الاقتراح من أن كثيراً من المتعلمين لا يحفظون القرآن، ولا يحسنون قراءته في المصحف، لعدم معرفتهم الرسم الثماني، فللجنة ترى - تسهيلا للقراءة على هؤلاء - أن ينبه في ذيل كل صفحة على ما يكون فيها من الكلمات المخالفة للرسم المعرف.
على أن الأمر أهون مما يتصوره المقترحون للتغيير، لأن رسم المصحف العثماني لا يخالف قواعد الإملاء المعروفة إلا في كلمات قليلة معدودة. ومع ذلك، فليست هذه المخالفة مما تحدث شيئاً من اللبس على القارئ المتأمل، لأنها إما بحذف حرف، كحذف الألف في (بسم الله الرحمن الرحيم)، أو زيادة حرف، كزيادة الألف في (أولوا) أو إبدال حرف من حرف، كرسم (الصلوات) بالواو بدلا من الألف، أو وصل ما حقه الفصل مثل وصل (ان) بما الموصولة، كما في قوله تعالى:(إنما لتوعدون لآت) أو فصل ما حقه الوصل، كفصل (في) الجارة من (ما) الموصولة، مثل (في ما فعلن في أنفسهن)
وواضح أن مثل هذا لا يشتبه على أحد أن ينطق به صحيحاً
وإن من يطلع على التعريف بالمصحف الذي أشير إليه فيما سبق، يستطيع أن يتعرف تلك الكلمات بسهولة، والله أعلم
(الرسالة) بقي أن لجنة الفتوى لم تذكر الحكمة في الاستمرار على الرسم المضلل في كتابة قوله تعالى (ولا تقولن لشاى (لشيء) إني فاعل ذلك غداً إلا أن يشاء الله) وقوله تعالى (والسماء بنيناها بأييد (بأيد))، و (بأييكم (بأيكم) المفتون)
مشكلة برامج التعليم
إصلاح برامج التعليم المصرية مشكلة طال عليها العهد، وتقلبت بين مختلف التجارب والعهود ولم تستقر على وضع ثابت حتى اليوم؛ وقد كان اضطراب برامج التعليم وتغييرها بين آونة وأخرى من أهم الأسباب التي أدت إلى انحطاط مستوى الثقافة المدرسية، وبث الفوضى إلى معاهد التعليم وإلى نظم الدراسة والامتحانات؛ وكان آخر العهد بتغيير البرامج منذ نحو عام فقط ولكن النظام الجديد ما كاد يستقر حتى سمعنا وزير المعارف الجديد يصرح منذ أيام بأنه يعتزم تأليف لجنة من ذوي الخبرة في شئون التربية من رجال