المعارف وغيرهم لتبحث برامج التعليم وتضع لها من الأسس الجديدة ما يتفق مع حاجات العهد الجديد، وهذه في الواقع فكرة لا بأس بها؛ ولكن الذي يصح التساؤل عنه بهذه المناسبة هو: أليس لهذه التجارب التعليمية من نهاية؟ ومتى توفق وزارة المعارف إلى وضع الأسس النهائية لبرنامج التعليم القومي؟ ذلك أن مسائل التربية يجب أن تكون بمعزل عن التقلبات السياسية، ويجب أن تكون بالأخص بمعزل عن الآراء والرغبات الشخصية؛ ومن المستحيل أن نظفر بسياسة إصلاحية ثابتة للتعليم إذا لم نوفق إلى وضع المبادئ والأسس صفة الاستقرار إلى حين معقول؛ ولا بأس من أن تكون التفاصيل ذاتها عرضة للتغيير والتبديل كلما دعت الحاجة أو دعت التجارب، ولكن الاستمرار في الإنشاء والمحو على هذه الصورة كل عام أو عامين أو بعبارة أخرى كلما تغير وزير المعارف، خطة عقيمة ضارة نلمس الآن نتائجها السيئة. وإذن فلنؤمل أن تكون هذه التجربة الجديدة التي يزمع وزير المعارف القيام بها لوضع النظم الأساسية للتعليم والتربية، هي ختام هذه الفوضى؛ بيد أنه يشترط لنجاح مثل هذه التجربة أن تجري بعيداً عن الجو الحكومي، وأن تقوم بها صفوة من ذوي الخبرة والثقافة الرفيعة، وأن يسترشد في إجرائها بكل ما يقتضيه العهد الجديد من تنمية الروح القومية وتوسيع الأفق وتعزيز العناصر الأخلاقية والعملية في ثقافتنا.
هل اكتشف سر التحنيط عند الفراعنة؟
المعروف أن العلم الحديث بالرغم من تقدمه بخطى الجبابرة في سائر النواحي، لم يوفق إلى اكتشاف سر التحنيط عند قدماء المصريين؛ وقد كانت للفراعنة في هذا الفن براعة ليس أدل على عظمتها وروعتها من تلك الموميات العجيبة من جثث الملوك والأمراء الفراعنة التي أخرجت من قبورها والتي ما زالت بعد آلاف الأعوام تحتفظ بشكلها البشري احتفاظا مدهشاً حتى أنك لترى الأظافر وشعر الجلد والرأس باقية كما كانت أثناء الحياة. وقد حاول العلم الحديث أن يجري تحنيط بعض العظماء لتخلد هياكلهم البشرية فلم تطل التجربة أكثر من أعوام تطرق بعدها البلي والعدم إلى الجثمان المحفوظ؛ وهذا ما حدث لجثمان (لنين) زعيم روسيا البلشفية فإنه لم يمكث بعد تحنيطه أكثر من بضعة أعوام ثم اضطرت السلطات إلى مواراته بعد أن ظهرت عليه أعراض التحلل. بيد أنه ظهر أخيراً