للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في أمريكا علامة شاب هو الدكتور جون فيدمان من جامعة الينوا يقول إنه قد وقف على سر التحنيط عند القدماء وإنه يستطيع أن يحقق حفظ الجسم المحنط أجيالاً وأحقاباً، وأنه اهتدى أخيراً إلى سر المركب الذي كان يستعمله القساوسة المصريون، وأن أهم المواد التي كانت تستعمل لمزج هذا المركب هو محلول (النترسلولوز). وقد يكون هذا العلامة قد وفق حقاً إلى اكتشاف مركب جديد لتحنيط الجثث؛ ولكن الحكم على صحة الاكتشاف وعلى مدى أهميته لا يمكن تحقيقه قبل مضي مدة طويلة، لأن التجربة لا يمكن الحكم عليها إلا بمرور الزمن الطويل

ونحن نذكر أن المؤرخ الأول هيرودوت قد عرض إلى مسألة التحنيط في مباحثه التي أجراها عن المصريين القدماء وعن مدنيتهم وأحوالهم التي شاهدها واطلع عليها بنفسه؛ وقد ذكر لنا هيرودوت في كتابه أن التحنيط كان عند المصريين درجات وأن الجثة كانت تنقع بعد استخراج الأمعاء والحواشي نحو سبعين يوماً في محلول لم يوضحه لنا تماماً لأنه هو لم يستطع الوقوف على سره نظراً لتحوط الكهنة في الاحتفاظ بهذا السر، وأن التحنيط كان على ثلاث درجات: الأولى للملوك والأمراء وهي أتقن الدرجات، والثانية للنبلاء والأغنياء، والثالثة لأفراد الشعب، وهذه أبسطها وأقلها اتقاناً. وقد حاول كثير من العلماء أن يهتدي إلى سر هذا المحلول العجيب الذي يشير إليه هيرودوت، ولكن العلم أخفق حتى يومنا في اكتشاف هذا السر

كتاب جديد عن فلسطين

ظهر أخيراً في إنكلترا كتاب جديد عن فلسطين وضعته صحفية إنكليزية شابة تدعى مس بربارا بورد وعنوانه (فتاة صحفية في فلسطين) وقد زارت مس بورد فلسطين في الشتاء الماضي وأنفقت بضعة أشهر في درس الحياة الاجتماعية الفلسطينية وعنيت بالأخص بتعرف أحوال المجتمع النسوي على اختلاف أجناسه وبيئاته؛ وهي تقول لنا إنها قد زارت المرأة الفلسطينية في القصر وفي الكوخ وفي الصحراء، وتعرفت إلى أفقر الفتيات من النصارى واليهود كما تعرفت إلى حريم الأمير عبد الله؛ ودرست عادات هذا المجتمع النسوي المتباين وأخلاقه وخواص حياته. وكتاب المؤلفة هو كتاب سائحة، ولكن يطبعه شئ من العناية بالبحث والتحقيق أكثر مما يبذل السائح العادي؛ وقد قصدت أن

<<  <  ج:
ص:  >  >>