للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شعراء العصر هؤلاء الثلاثة فحسب؛ ولقد نشأ الرافعي الشاعر في أول هذا القرن، وأوّلُه حافل بثُلّة من الشعراء لم يجمتع مثلهم في زمان في بلد؛ فما مبلغ تأثر الرافعي بكل أولئك الشعراء المعاصرين؟

هنا أدع للرافعي نفسه أن يتحدث، وما حديثه هذا إلا طرف من الدعاية التي كان يقوم بها لنفسه في أول عهده بالشعر ليبلغ المنزل الذي يطمح إليه. وإنه ليكشف عن شيء من خلق الرافعي وكبريائه واعتداده بنفسه، ويدل على قوة الرافعي وعنفوانه وشدته في النقد، إذ كان هذا الحديث أول ما كتب الرافعي في النقد.

إن أدباء العربية عامة لا يعرفون من الخصومات الأدبية أشهر شهرةً من الخصومة بين الرافعي وأدباء عصره؛ فالخصومة بين الرافعي وطه، وبين الرافعي والعقاد، وبين الرافعي وعبد الله عفيفي، وبينه وبين غير هؤلاء - هي خصومة مشهورة مذكورة في موضعها من تاريخ الأدب العربي في هذا الجيل، مشهورة مذكورة في موضعها من تاريخ النقد في العربية.

وإن قراء العربية عامة ليعرفون الرافعي الناقد معرفة بصيرة، ويعرفون شدته وعنفوانه في النقد، شدةً حبّبتْه إلى الكثير، وألّبتْ عليه الكثير. على أن من يريد أن يعرف أول شأن الرافعي في النقد فليقرأ مقال الرافعي عن شعراء العصر في سنة ١٩٠٥

نشر الرافعي مقاله ذاك في عدد يناير سنة ١٩٠٥ من مجلة الثريا بتوقيع (*) وأحسبه أخفى أسمه وراء هذا الرمز حذر التهمة، وليبلغ به مبلغه في الدعاية لنفسه، فقد جعل نفسه في الشعراء رابع الطبقة الأولى من طبقات ثلاث تنتظم كل من يعرف الرافعي من شعراء عصره. جعل الطبقة الأولى منهم على الترتيب:

الكاظمي، والبارودي، وحافظ، والرافعي. . . .

وفي الطبقة الثانية على الترتيب:

صبري، وشوقي، ومطران، وداود عمون، والبكري، ونقولا رزق الله، وأمين الحداد، ومحمود واصف، وشكيب أرسلان، ومحمد هلال إبراهيم، ثم. . . . حفني ناصف!

وفي الطبقة الثالثة:

الكاشف، والمنفلوطي، ومحرم، وإمام العبد، والعزبي، ونسيم. ثم ألحق بهؤلاء أثنين

<<  <  ج:
ص:  >  >>