للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يعرفهما من شعراء العراق، هما: السيد إبراهيم، ومحمد النجفي

وقد أفتتح الرافعي مقاله بما يأتي:

(قرأت في بعض أعداد (الثريا) كلمة عن (الأدب قديماً وحديثاً) فقلت: كلمة مألوفة. ولم ألبث أن رأيت جملة أخرى لأديب غيور على الشعراء، كان رأس الشعر بين أولها وآخرها كأنما خدش بين حجرين؛ فقلت: إني أنظم الشعر فأسرّ، وأقرأ عنه فأسرّ، فمالي لا أنفثها والقوم قد أصبحوا يتنافسون في أسماء الشعراء كما يتنافسون في ألقاب الأمراء؛ وقد استويا في الزور، فلا أكثر أولئك شاعر، ولا أكثر هؤلاء أمير

(ثم رأيت بعد أن عزم الله لي كتابة هذا المقال أن أتركه بغير توقيع، وإن كنت أعلم أن أكثر من يقرءونه كذلك سيخرجون من خاتمته كما لو كانوا أميين لم يقرءوا فاتحته، فإن الحكمة كلها والمعرفة بجميع طبقاتها أصبحت في أحرف الأسماء. فإن قيل: كتاب لفلان. . . قلنا: أين يباع، وإن كان من سقط المتاع. على أن اسمي قد لا يكون في غير بطاقتي وكتبي إلى أصحابي القليلين، وفي سجلّ بعض الجرائد والمجلات، فليظنني القارئ ما ضرب على رأسه الظن

(وسأذكر في هذه الأسطر كل ما عرفته أو أتصل بي أسمه من الشعراء، وأقطع عليه رأيي، فإما وسعه فكمل به، وإما أظهره كما هو في نفسه، لا كما هو عند نسفه؛ ولذلك فقد ضممتهم إلى ثلاث طبقات، وجاريت في تسمية بعضهم بالشعراء عادتنا المألوفة)

ثم كتب رأيه بعد ذلك في كل شاعر ممن ذكرت مقتبساً من شعره مستشهداً به على ترتيبه في موضعه من طبقته

وكان ما قاله عن صديقه ومزاحمه حافظ:

(. . . وأكثر شعره في هذه الأيام (سنة ١٩٠٥) أضعف من قبل. . . . والذين لم تستقم ألسنتهم ولم تزل أفكارهم على سقم يقولون: إن شعر حافظ اليوم خير منه في ديوانه الأول؛ وذلك لأنهم لا يدركون موقع الخيال الشريف، ولا يهتزون للمعنى البكر إلا في اللفظ الثيب، وهؤلاء يفضلون (شوقي) عليه، وهيهات بعد أن استنوق الجمل. . . .!)

وكتب عن نفسه:

(لو كان هذا الشاعر (يعني نفسه) كما أسمع عنه، فإني أكون قد ظلمته إذ لم أقدمه عن هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>