للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي سنة ١٨٧٦ أخذ نيتشه في دراسة الفيسيولوجيا والطب والعلوم الطبيعية. ومن ثم أخذ يدرس من جديد جميع المسائل التي عالجها من قبل. وكتب في فترة العطلة التي قضاها في جنوب ألمانيا كتاباً أسماه (الخلاص) وهو أول جزء من كتاب جمع فيه مختارات أقواله وأختار له اسماً آخر هو: (إنساني وإنساني إلى أبعد حد) , - وكان ذلك عام ١٨٧٨. ولما أن أهدي كتابه هذا إلى صديقه فاجنر ليطلعه على آرائه الجديدة بعث إليه فاجنر بقطعته الموسيقية (بارسيفال) ونجم عن ذلك فتور بين الصديقين، إذ تمسك كل منهما برأيه. ولعل كتاب (إنساني، وإنساني إلى أبعد حد) هو كما أسماه صاحبه (كتاب لأحرار الفكر) وفي هذا الكتاب من التضارب في القول ما جعل الناس تتحدث عنه. فبينما تراه في هذا الكتاب ملماً بكل شيء سليم المنطق، تراه غاضباً في بعض مواضع الكتاب مهتاج الأعصاب مريضاً. والواقع أنه كان يقاسي الآلام، ولكنه كان يحاول الكلام كمن لم يمس بسوء. وكان يريد الاحتفاظ بهدوئه ليهزأ بالعالم، كما قال بعد ذلك بعشر سنين. والحق أن نيتشه كان ثائراً على نفسه

(يتبع)

إبراهيم إبراهيم يوسف

<<  <  ج:
ص:  >  >>