للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجديد عند الانتقال من هذا إلى الإيمان بالعقل وحده، ثم الغلو في التعويل عليه كما غلا العقليون المعروفون (بالراشنلاست) في أوائل القرن الغابر، أو يشبه التفكير الجديد عند الانتقال من (الراشنلازم) إلى المذهب الروحي أو مذهب البصيرة والإلهام الذي شاع منذ خمسين سنة في الأمم الغربية كافة

أما هذا التفكير الجديد الذي ننتقل إليه الآن فهو التقاء العالم المشهود وعالم الأسرار عند (الفلسفة الرياضية) التي انتهى إليها البحث في النور والإشعاع

فقديماً كان العالم الطبيعي في ناحية والعلم الرياضي في ناحية أخرى

كان العلم الطبيعي في تجارب المحسوسات، وكان العلم الرياضي في الحقائق الذهنية التي لا تحتاج إلى العالم المحسوس

فاليوم وصل العلم الطبيعي بكل شيء إلى الإضاءة والإشعاع، ووصل بالإشعاع إلى النسب العددية والتقديرات الرياضية، وجاز في عرف العقل المثقف السليم أن تقاس الحقيقة من (باطن) العقل وداخل السريرة، على مثال يقارب هداية الملهمين ومكاشفة القديسين في الزمن القديم.

تلك البارقة من التقاء عالم المادة وعالم الأسرار بشيرة بالخير وشيكة أن تعصم النفوس من تيه الظلمات، وأن تسلم زمام الحضارة الإنسانية إلى غاية أبعد من الغاية التي يدين بها عباد الخبز وعباد الخنجر، حيثما اهتدى بها العلم والفلسفة والعقيدة في أعقاب الضياء.

<<  <  ج:
ص:  >  >>