للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من جانب المسلمين إلى الحكومة، لأنها في بادئ أمرها رفضت رفضاً باتاً أن يبنى مسجد إسلامي على أرض يابانية بوذوية. وكان ذلك يوماً مشهوداً ألقى فيه رئيس جمعية نشر الديانة الإسلامية السيد ميان عبد العزيز خطبة حماسية. ومن هنا بدأت الدعوة جهراً وظهرت تلك الحركة في أبهى مظاهرها. أما السبب في بناء المسجد في كوبا دون العاصمة فذلك راجع إلى أن المسلمين هنالك كانوا أكثر عدداً ونشاطاً. ومعظم هؤلاء من التتار التركمان الذين فارقوا الأراضي الروسية في إبان مطاردة الروسيين

بني هذا المسجد الفخم بأموال الأغنياء المتاجرين وشيدت بجانبه مدرسة إسلامية. ثم ظهر من جانب الحكومة أسفها على طول تمنعها من الأذن لهم بذلك. فأرادت أن تبرر موقفها بالعمل مع المسلمين على تعميم هذا الدين في أقرب وقت ممكن. ففي يوم افتتاح ذلك المسجد نشرت إحدى الجرائد اليومية الكبرى (أوسكامينخي) مقالة مسهبة عن انتشار الإسلام في جميع أنحاء المعمورة، وأهابت بالأمة اليابانية أن تضم نفسها إلى هذه الرابطة المتينة. ثم بين الكاتب أن هناك شبهاً في العادات بين المسلمين واليابانيين، من ذلك خلعهم لنعالهم عند دخول الأماكن المقدسة، وغسل القديمن، ثم غسل اليدين قبل كل أكلة. وقد تحاشى الكاتب مقارنة المسائل الجوهرية في هذين الدينين كالتوحيد وتعدد الزوجات وما أشبه ذلك

ثم تأسست في أول سنة ١٩٣٥ جمعية إسلامية أخرى في عاصمة اليابان. وقد أسست بفضل الترتاري السيد عبد الحي. نالت هذه الجمعية الناشئة مساعدات جمة من عظماء البلاد وأصحاب السلطة فيها، ولم يمض عليها حين من الزمن حتى انضوى الألوف من اليابانيين إلى لوائها، معظمهم من أرباب الوظائف العالية وكبار الرأسماليين وأصحاب الأمر في الجيش. وقد جعلت غايتها درس المدنية الإسلامية ومدنية البلاد الإسلامية العصرية، ثم توثيق عرى المودة بين بلادهم وبين تلك البلاد.

وفي إحدى الحفلات التي أقاموها وحضر فيها أعيان البلاد ووزراؤها ألقى أحد أمراء التتار كلمة بليغة في فضل الإسلام وخاض في موضوع تفسير (ترجمة) القرآن إلى اللغة اليابانية وذكر لهم عظم انتشار الإسلام في الشرق أجمعه (وقد تم الآن هذا التفسير وطبع منه آلاف النسخ التي وزعت على ألوف اليابانيين) ثم ألقى فيلسوفهم أوهارا كلمة بليغة عن هذا الدين

<<  <  ج:
ص:  >  >>