للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الجديد (عندهم) وأشار بصفة خاصة إلى أن الإسلام مع ما فيه من اليسر والبساطة محتو على كثير من الحكم الحقة، وأختتم كلامه بأن قال: (إنه يرى الدين الإسلامي أوفق الديانات وأليقها بالأمة اليابانية)

الحكومة اليابانية الآن تعتبر الدين الإسلامي ديناً معترفاً به اعترافا رسمياً. فقد وعدت تلاميذ المدارس الإسلامية بإمكان التحاقهم بالمعاهد والكليات العلمية التابعة للحكومة، وأذنت للمسلمين بشراء الأراضي لإقامة المعاهد الإسلامية. ولم يقف إحسانها إلى المسلمين عند هذا الحد، بل فرضت لهم مساعدة مالية، وجلبت لهم أساتذة وعلماء من الأزهر الشريف بمصر لتلقين من يحبون من اليابانيين دراسة القرآن؛ ودعت إلى بلادها الدعاة المسلمين للتعاون على إكثار عدد المسلمين الذين قد بلغوا عشرين ألفاً. كل هذا وقع عند انتهاء سنة ١٩٣٥. وفي شهر إبريل من هذه السنة نفسها شيد بمعاونة الحكومة مسجد آخر في توكيو. وهنا ألقى السيد ميان عبد العزيز خطبة بليغة سياسية جاء فيها قوله: (إن اليابان قد وفقت الآن لسلوك الطريق المؤدي إلى إنشاء الدولة الأسيوية العظمى، وسيكون الإسلام في طليعة هذه الحركة).

لم تكتف الحكومة بكل هذا التنشيط لهذه الحركة الجدية، بل قررت في سنة ١٩٣٦ عقد مؤتمر إسلامي في توكيو، فكم بهذا قد أسدت إلى الإسلام من خدمات! وقد رفع الشاعر الكبير السيد عبد الرحيم بك قليلات تقريراً ضافياً عما رآه وشاهده أثناء مكثه في تلك البلاد من ازدياد نمو تلك الحركة. من كل هذا نرى دون مبالغة أن البلاد اليابانية حقاً هي الأرض الموعودة للدعاة المسلمين، ونرى أنهم أتوا في الوقت المناسب للقيام بمهامهم. والظاهر أن الحكومة اليابانية تحبذ كل شيء ينتسب إلى الإسلام. وحسبك ما ذكرناه دليلاً

ثم لنر الآن ما هي البواعث على إنماء الحركة الإسلامية في بلاد مثل اليابان؟. أما من ناحية المسلمين فالأمر بين، وذلك سعيهم لتعميم الإسلام في جميع البلاد الآسيوية. وقد ظهرت بوادر هذه الحركة من بعد الحرب العظمى؛ وظاهر هذه الحركة عند العامة مسألة دينية مخضة، ولكن الزعماء يقصدون من ذلك مقصداً آخر سياسياً. فأن الرئيس بقوله: (إن اليابان الآن في طريقها نحو تحقيق إنشاء دولة آسيوية عظمى الخ) قد نحا منحى سياسياً محضاً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>