والرجل المسن الذي يرى قواه العقلية تنحط وقواه الجسدية تذهب، هو رجل يموت في الواقع، وهو يعرف أن انحطاطه هذا آيل به إلى الموت. فعندما يقع خلل في أحد أجهزة الجسم المهمة يتحقق الموت ولا سيما إذا كان عالماً بشيء من طبيعة الحياة. والإنسان المريض الذي يقبل على الموت يعلم قبيل موته في الغالب أنه سيموت، لأن الانحطاط الشديد الناتج من اختلال العمل في بعض الأجهزة كما مر لابد وأن يشعر المرء إشعاراً داخلياً بيناً بأن الخيط الذي يصله بالحياة وشيك الأنبتات، فلعل هذا هو الذي ينقله إلى التفكير اللاشعوري في الحياة الثانية وفي معارفه الذين سبقوه إليها.