وأختم مختاراته في المديح بقصيدته الجميلة التي قالها في العزيز مستعطفاً ومادحاً ومصوراً ومعاتباً:
هذا الذي كنت به أُوعدُ ... أنجز وعد الأمس هو اللغدُ
فالغد قد أعجلني حثه ... عن أن أقول اليوم لا تبعدوا
مالك إلا اليوم في شدتي ... أنت صديق وأنت أنت العدو
فليت لا كان لساني لمن ... ليس له في كشف خطب يدُ
بدا به البخل فألحاظه ... عطشى وفي ريقه الموردُ
تستشهد الأغصان في أنها ... كعطفه اللدن وما أشهدُ
والناس حساد على وصله ... وما ألوم الناس أن يحسدوا
إن شبهوه صنما فأنههم ... فأنهم في الحب قد ألحدوا
وذلك الجمر على خده ... يقبسك النور ولا يوقدُ
كأنما قام بمحرابه ... من صدغه ذو خشية يسجدُ
يدعو لأيام العزيز التي ... بالعدل في أحكامها تخلدُ
فكل أرض بالندى جنة ... وكل دار للدعا مسجدُ
يا نعمة الله التي فضلها ... يجحد إيمان الذي يجحدُ
تستنفذُ الآمال معروفه ... وهو على المعهود لا ينفذُ
لله باب منك في أرضه ... ما دونه ملجا ولا مقصدُ
ويستوي مورد معروفه ... مسود هذا الخلق والسيدُ
عبدهم حر بإعتاقه ... وحرهم بالجود مستعبدُ
كلهم أسرى ندى سرهم إنهم في كفه أعبدُ
الزهد
وشعره في الزهد وبكاء الزمان، والحنين إلى الأوطان كثير وأكثره في بكاء الشباب وذم المشيب وهو يقول من قصيدة:
فالعمر كالكأس والأيام تمزجه ... والشيب فيه قذى في موضع الحبب
ويخاطب الشباب بقوله منها: