السلوك يخالطه شيء من الحذر والاجتهاد، ويجب أن يلاحظ
انه كما أن النمل والنحل والزنابير تظهر في اغلب الحالات
سلوكا غريزياً بحتاً، وتسير أحيانا على خطة التجربة والخطأ
أو الابتكار التجريبي. وكذلك بين الطيور والثديات قد يحل
السلوك الغريزي أحياناً محل السلوك المدرك ولعلة لا يوجد
سلوك غريزي بدون شيء من الذكاء، ولا سلوك مدرك بدون
عنصر غريزي. إن الفكرة القديمة القائلة أن السلوك الغريزي
كان في الأصل سلوكا مدركا وان الغريزة نشأت عن الإدراك:
لهي فكرة مخطئة لأنها تقوم على فرض غير مثبت، وهي
تشير إلى القول بان اكتسابات الفرد تنتقل إلى النسل. وأغلب
الظن أن الغريزة وال >كاء سارا على طريقتين مختلفين في
حبلة التطور.
الذكاء الحيواني: وتقدم الحيوان في سلم التطور خطوة أخرى
فكان له سلوك ينم عن الذكاء والإدراك، ولم يعد في استطاعته
أن تستفيد من الاختبار فحسب، بل من التعلم بالتلقين أيضا. إن
هذه الأفعال المنطوية على ذكاء تتنوع بتنوع الأفراد، وهي
قابلة للتحوير والتعديل بطرق فلما يصح تطبيقها على الغرائز