للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما من حيث الأسلوب الدبلوماسي، فإن كل من يرجع إلى تاريخ العلائق السياسية الخارجية إذ ذاك وما صدر فيها من المكاتيب والوثائق الرسمية الإسماعيلية، يُدرك بالبداهة أن نسبة هذا الكتاب لابن عائشة المشتمل على هذا الأمر المهم، إنما هي خيالية فحسب، لجريانه وصدوره على غير المألوف والمعهود من الأساليب الكتابية والدبلوماسية المتبعة إذ ذاك

وأما من الحيثية الأخرى، فإنه يبعد كل البعد أن يخطب ملك عظيم إلى ملك عظيم بنته وهو أجنبي عنه بهذه الوسيلة المخلة بعظمتها معاً، إذ التقاليد تقضي في مثلها ألا يصدر فيها مثل هذا الكتاب الذي هو أشبه برسالة تكتب لمطلق إنسان، بأسلوب يزري بعظمة السلطان، ويقضي ببله هذا السفير العظيم الشأن، إذن فما يقتضيه الحال حينئذ؟ يقتضي أن يحرر في ذلك كتاب رسمي، باسم جلالة الخاطب لجلالة المخطوب إليه، ويرسل صحبة سفير عظيم ماهر كابن عائشة، مع هدايا نفيسة، وتحف مغربية تستلفت الأنظار، وتحف المخطوبة من الاعتبار بإطار، وتقضي بنيل الأوطار، طبق المقرر المعتاد في السفارات المتبادلة بين الملكين فيما هو أو هي وأوهن من هذا الأمر

لابد أن أعرض على القراء نص هذا الكتاب، وكيف وجد وبأي لغة كتب، ولأي لغة نقل، وبشهادة من يراد إثباته، مما لم تجر به عادة، ولا ارتكب مثله لا في البدء ولا في الإعادة، لتعلموا قيمته:

هذا الكتاب نقل عن مجلة فرنسية، سميت مجلة فرنسا، وكتب لأول مرة باللغة الأسبانية، ولم يحرر أصله الموهوم باللغة العربية، التي هي لغة من ألصقت نسبته به، والتي هي لغة الدولة المغربية الرسمية، والتي كانت تخاطب بها الدول الأجنبية، ونقل من اللغة الأسبانية إلى اللغة الفرنسية، والذي شهد على أبن عائشة به كاتب أجنبي لتاجر أجنبي كان مقيماً بسلا في ذلك العهد، وإذا تحققت هذا وأحطت به علماً. فإليك نص هذا الكتاب منقولاً عن المجلة المذكورة عدد ٦٢ مترجماً بقلم رئيس الترجمة العلمية بالرباط سابقاً الكمندار إسماعيل حامد الأشهر:

(وبعد فقد أمرني مولانا السلطان على أنه إن كان جواب ملك فرنسا موافقاً لما تضمنه كتابنا هذا فأتجهز للسفر على أي مركب من المراكب الحربية الفرنسوية ترد عل مرسى سلا أو غيره لأتوجه إلى حضرة سمو ذلك الملك الفخيم وأعرض على جنابه العلي المعاهدة التي

<<  <  ج:
ص:  >  >>