أنت يا واهب ألحا ... ني ويا ملهم فني
إنما أصنع من كرْم ... ك صهبائي ودني!
يا أمانيّ التي أعب ... دها في كل لون
وأغانيّ التي ألهمه ... املهم جن!
والتي ذوبها المط ... رب في الصوت الأغن
كلما طار بها اللح ... ن وفراها المغني!
خفقت ذات جناحي ... ن: مدوٍ ومرن!
عبرت كل فؤاد ... وتغشت كل أذن!
وكل أثار الفقيد من هذا الضرب الذي يمتاز بالرصانة في الأسلوب، والسمو في الخيال، والتجديد في المعاني
وفن التيجاني في مجموعه، مزاج من الأحاسيس العاطفية المتناهية في الدقة، والتأملات الروحية الفلسفية الصوفية: التي تُرى أن كل الكائنات، كبيرها وصغيرها، جليلها وحقيرها، تحدث عن جلال الخالق عز وجل
وليس أدل على صدق هذا القول من قصيدة شاعرنا التي نشرتها له (الرسالة) في العدد ٣٨ من سنتها الثانية، تحت عنوان (الصوفي المعذب)، وهذه القصيدة تمثله صوفياً من الطراز الأول، ومنها: -
الوجود الحق ما أو ... سع في النفس مداه
والسكون المحض ما أو ... ثق بالروح عراه
كل ما في الكون يمـ ... شي في حناياه الإله
هذه النملة في رقتها ... رجع صداه!
هو يحيا في حواشيـ ... ها وتحيا في ثراه!
وهي إن أسلمت الرو ... ح تلقتها يداه!
لم تمت فيها حياة الله ... إن كنت تراه!
وله من نفس القصيدة، وكأني به كان يصور شعوره عند دنو الساعة الأخيرة:
أذني. . . لا ينفذ اليو ... م بها غير العويل