سنوات أو خمس مثلاً وبعدها يكون لهما الحق في الانفصال أو في تجديده ثانية على ألا يكون لهما الحق في التناسل في مثل هذا النوع من الزواج المؤقت
مساواة المرأة بالرجل
يقول ولز إن مساواة المرأة بالرجل وعدمها من الأمور الرئيسية التي كانت ولا تزال مثار البحث والاختلاف بين كبار العلماء والفلاسفة. فقد ذهب أفلاطون قديماً إلى أن المرأة خلقت وهي غاية بنفسها وموازية للرجل في الحقوق والواجبات، وإلى أنها حرة في جميع أمورها وتصرفاتها لا فرق بينها وبين الرجل إلا في الجنس فحسب، فباب العمل والتنافس على الجاه والثروة يجب أن يكون مفتوحاً على مصراعيه للجنسين على السواء كما أنه أباح للمرأة التي في الطبقة الحاكمة حق ممارسة الألعاب الرياضية والتدرب على حمل السلاح في سلك الجندية. ولكن أرسطو طاليس ذهب إلى عكس هذا المذهب وقال: لم تخلق المرأة إلا لتحفظ النوع من الفناء، وإن هي للرجل إلا أمة صاغرة تسير بإرادته دون أن يكون لها حق الاعتراض عليه؛ فهو ينكر على أفلاطون مساواته للجنسين بلهجة شديدة ملؤها الهزء والاستخفاف. أما هو وإن كان له مذهب ثالث وسط بين هذين المذهبين إلا أنه يفضل النظرية الأفلاطونية على تلك الأرسطوطاليسية التي يعيب على العرب خاصة وعلى الشعوب الشرقية عامة شدة تعصبها لها والعمل بها لما هم فيه من التأخر والانحطاط، على حين أن الشعوب الغربية وهي التي تعمل بالنظرية الأفلاطونية قد قطعت شوطاً بعيداً في مضمار المدنية
يحمل ولز على العرب مثل هذه الحملة الشعواء كشأن غيره من الشعوبيين الذين يحاولون إفساد التاريخ العربي والنيل من المدنية الإسلامية التي ظلت تسود العالم مدة من الزمن ليست قليلة، وهو لو درى أن أوربا بأسرها قد أخذت تضيق قليلا قليلا من نطاق مساواة المرأة بالرجل بعد أن أطلقت لها العنان إلى جانب الرجل مدة قرن ونيف، وذلك لما انغمست فيه من فساد الأخلاق وخشية من أن يتسرب هذا الداء منها إلى بنيها. أجل لو عرف هذا وأشباهه ودرس البيئة العربية لأنصفهم ولما عاب عليهم شدة محافظتهم على المرأة