والذكر ليس كبيراً كاليعسوب وإن كان منظره أضخم وليس له حمة. ولكون وظيفته تقتصر على إخصاب الملكات الصغيرة لا يوجد منه في الخلية غير بضع مئات. يعيش الذكر في الخلية عيشة رخاء وراحة، لا يشترك بقسط من العمل، فلا يجمع هباء النبات ولا رحيق الأزهار بل تطعمه العملة؛ وإذا أراد الزيادة انقض على ما هو مخزون بالخلية. ويتخذ الذكر له ركناً بعيداً عن جلبة الخلية فينام حتى منتصف النهار، ويخرج بعد تناول الطعام شاقاً صفوف العملة محدثاً حركة بين باقي النحل ولا يبالي حتى بالحراس فيطير إلى الأزهار البعيدة ليعرض جسمه لأشعة الشمس وهناك يشاكس الرعاة من النحل فيقلبها أثناء جمع قوتها. وفي الأصيل يرجع إلى الخلية بطنين عال فيتناول غذاءه وينام إلى اليوم الثاني. وهذه الحياة حياة كسل ولابد أن تنتهي ككل شيء لذيذ في وقت قريب، ففي الشتاء عند قلة الغذاء تنقض عليه العملة فتقتله وينتهي الرخاء بالفناء
أما العاملة أو الشغالة فهي أصغر أفراد النحل جسماً، وقد يكون ذلك استعداداً طبيعياً يساعدها على تأدية أعمالها الشاقة في خفة ونشاط. والشغالة أكثر أفراد النحل عدداً فقد يصل عددها ٣٠٠٠٠ في الخلية الواحدة. وكل واحدة لها واجبات خاصة وعندها استعداد طبيعي لأدائها. فمنها يتكون حرس الخلية ورعاة الحقول والمربيات إلى غير ذلك. ويخيل إلينا أن كل عاملة تنافس غيرها بالسعي والجد فهي تقضي حياتها لا تميل إلى الكسل ولا تعرف الرفاهية
وأهم عمل لشغالة تموين الخلية بالغذاء فتطير الرعاة من زهرة إلى أخرى ومن حقل إلى حقل يساعدها على ذلك زوجان قويات من الأجنحة، الأماميان منهما أكبر من الخلفيين، وإذا ما زارت زهرة تدخل لسانها الطويل المغطى بالشعر في قاعدتها وتمتص الرحيق. وأحب الأزهار إلى النحل هي ذات اللون الأزرق والأرجواني والأصفر؛ وتحب كذلك الأزهار الحمراء المشوبة بألوان أخرى زاهية مثل حنك السبع. وللنحلة غير العينين المركبتين ثلاث أخرى بسيطة على شكل مثلث (() ويختلف شكلها في الذكر هكذا (?)، وهذه العيون تساعدها على اختيار ما تريده من الأزهار. وطبيعي أن تعاود النحلة زهرة أو حقلاً عدة مرات لأن قدرتها على الحمل لا تمكنها من أخذ كل ما يروق لها من زهرة ما مرة واحدة. ويساعدها على زيارة الزهرة نفسها مرات عدة تفرزه عليها من رائحة خاصة